الحفر على الخشب فن تراثي قديم ما زال حاضرا في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

اختار “شهاب النايف” مادة الخشب الخام ليصنع بها أعمالاً فنية رائعة، ويحوّل تلك الألواح الخشبية إلى قطع اتصفت بدقة التفاصيل والجمال، فأصبح لاسمه مكانة مهمة في عالم الحفر على الخشب والديكور.

يُعد فن الحفر على الخشب من مجموعة الفنون الحرفية التي تقوم على تحويل الخشب إلى فنون جميلة، كما يعتبر هذا الفن من أقدم الفنون في التاريخ، حيث بدأ به الإنسان منذ العصور القديمة، وقد زيّن العثمانيون الأبنية المختلفة بالأجزاء الخشبية سواء كانت حفراً على الخشب أو نقشاً عليه أو تلوينه، مثل منابر المساجد والصناديق وحوامل المصاحف وصناديق الملابس والخزائن والكراسي، كما استُخدم لتشكيل رسومات هندسية جميلة.

“شهاب” البالغ من العمر 37 عاماً، أبٌ لخمسة أولاد، هُجِرَ من مدينة حلب عام 2012، ليقيم في بلدة (حزانو) شمالي إدلب، وتعلم فن الزخرفة على الخشب منذ كان طفلاً بتشجيعٍ مستمر من والده، يكشف لنا سر نجاحه بهذه الحرفة فيقول: “أصنع القطعة وكأنني أصنعها لبيتي، فأضع كل مهارتي وإبداعي بها حتى أكون راضياً عن إنجازها قبل أي شخص”.

تطورت وسائل وأدوات النحت خلال السنوات الأخيرة، فقديماً كان الإنسان يستخدم المطرقة الخشبية والإزميل بكافة مقاساته والمشرط والمبرد وأدوات التنعيم، أما الآن فقد تطور هذا الفن بشكل أكبر.

يخبرنا “شهاب” عن مراحل تطور تلك الأدوات التي يعمل بها فيقول: “قبل حوالي عشرين سنة كنت أستخدم الأدوات الكهربائية فهي توفر جهداً وتعباً كبيرين، ومع تطور التكنلوجيا تعلمت على برنامج ليزري يسمى (Roll) فهو يصمم وينجز قطعاً رائعة بوقت أقصر”.

اهتم “شهاب” بصناعة مجسمات لآثار اشتهرت بها سوريا، فصنع مجسماً لقلعة حلب وآخر لجامع خالد بن الوليد الموجود في حمص، وشارك في معرض بدمشق للحرف اليدوية، كما نجح في محاولة لتقليد صناعة  ساعة صينية.

يروي “شهاب” لنا قصة هذه التجربة فيقول: “رأيت عند أحد أصدقائي ساعة حائط تأذن كل وقت، ولها جرس كالساعات القديمة، خلال  عدة نظرات إلى طريقة صنعها تمكنت من صناعة مثيلتها، وكررت هذه الصناعة حتى أصبحت ومع الوقت تصدر إلى الخارج”.

شهد سوق هذه الحرف في الشمال السوري تحديات عدة من أبرزها قلة تسويقها بسبب سوء الوضع الاقتصادي، إذ أصبح السكان بالكاد يتمكنون من تأمين قوت عائلاتهم.

يتحدث “شهاب” عن الصعوبات التي تواجهه في عمله فيقول: “من الصعب جداً تأمين ما يلزمني في هذا المهنة وإن وجد فهو غالي جداً، وهذا ما يجبرنا أن نرفع سعر القطعة وبالتالي فإن شراءها قليل جداً”.

يعمل “شهاب” على تحضير تصميم جميل وكبير وهو خريطة لسوريا تحمل مجسماً يدل على كل مدينة، يختم حديثه إلينا بالقول “دائماً أسعى للأفضل، وكلام والدي ما زال يتردد في ذهني حين كان يقول (تستطيع أن تبدع أكثر وتصنع أجمل)”.

مقالات ذات صلة