قلعة الشغور.. تحفة معمارية في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بين سلسلة جبال جسر الشغور المرتفعة وينابيعها الكثيرة العذبة وبالقرب من مجرى النهر الأبيض، تقع قلعة “الشغور”، التي تتميز بموقعها الاستراتيجي الهام في محافظة إدلب، فهي تقع على مفترق الطرق القديمة ذات الأهمية الكبيرة كطريق (اللاذقية – حلب) وطريق (أنطاكية – أفاميا)، وهذا ما جعلها إحدى المحطات الرئيسية في المنطقة.

إلى الجهة الغربية من القلعة بُنيت قرية الشغور التي لا تزال تشهد أزقتها على عراقة تاريخها وجمال عمرانها، فهي أشبه بحارات دمشق القديمة، حيث سميت هذه القرية باسم القلعة المجاورة لها.

وخلال لقاء خاص مع “محمد الجندي” 63 عاماً، أبٌ لخمسة أولاد ومدير سابق لمدرسة قريته، إضافة إلى أنه شاعر تغزل كثيرا بجمال الطبيعة المحيطة به وتكلم عن تراث أجداده وشجاعتهم، يروي لنا سبب تسمية القلعة بهذا الاسم فيقول: “سميت بالشغور نسبة لكثرة السكن الشاغر بها”.

تشير الكتب التاريخية التي تحدثت عن تاريخ هذه القلعة إلى أن أول من سكنها هم الآراميون، يحكي لنا “محمد الجندي” عن تاريخ سكان هذه القلعة فيقول “بُنيت هذه القلعة في عهد الآراميون وسكنوا بها، ثم سكنها العرب الأوائل منهم (الثموديين والتدمريون) ثم الرومانيين والأيوبيين، ويُحكى أن صلاح الدين الأيوبي هو من  فتح  القلعة وحررها من الصليبيين”.

مرت هذه القلعة عبر تلك السنوات الطويلة بتأثيرات طبيعية كثيرة هدمت قسماً كبيراً منها وبقي قسم من حصنان يظهران على شكل حصن واحد، إضافة إلى جسر حديدي يصل الجبال ببعضها وقاعة كبيرة مقسمة إلى ثلاثة أقسام يقال إنها كانت للمؤونة والسلاح والحماية.

يحدثنا عن بقية آثار القلعة التي لا تزال موجودة حتى الآن “حكمت الموسى” 64 عاماً، وهو من سكان قرية الشغور، ومهتم في تاريخ القلعة وآثارها قائلا : “يوجد فيها بئر (برشم) وهو منحوت بالصخر يصل إلى وادي النهر الأبيض ليتمكن السكان من نقل الماء من الينابيع عن طريقه، ويقال أيضاً إنه كان ضمن هذا البئر نفق بممر جبلي يصل إلى قلعة أنطاكيا في تركيا، وهو مرصوف بالحجر والبلاط”.

كما ويوجد صخرة تعود إلى العصر الأيوبي  بعرض 5 أمتار وارتفاع 65 سم، حفر بصخرها: (بسم الله الرحمن الرحيم.. أمر ببناء هذا الثغر المبارك مولانا السلطان الملك الظاهر غياث الدنيا والدين المظفر الغازي بن يوسف خلد الله ملكه)، حسب ما أضاف “حكمت”.

الجدير ذكره، أنه نتيجة الحرب وعلى مدار 12 عاماً، تعرضت القلعة وعدة آثار في سوريا إلى دمار قسم كبير منها، كآثار البارة والرويحة في جبل الزاوية بريف إدلب.

مقالات ذات صلة