شمال سوريا.. النساء يبتكرن حلولا في ظل ارتفاع أسعار الغاز

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

لجأت معظم نساء الشمال السوري إلى استخدام المدفأة كبديل عن الغاز في تجهيز المشروبات الساخنة والطبخ أيام الشتاء، وذلك بعد ارتفاع سعر إسطوانة الغاز إلى 400 ليرة تركية.

في أيام الشتاء الباردة وكل صباح تُشغّل “رنا” مدفأتها وتضع على سطحها إبريق الشاي، وتبدأ بتجهيز وجبة الإفطار لأطفالها قبل ذهابهم إلى المدرسة.

“رنا” 31 عاماً، ربة منزل وأمٌ لأربعة أولاد، تسكن في قرية (كفر نجد) بريف إدلب الجنوبي، تعتمد على المدفأة  منذ أكثر من ست سنوات، تخبرنا عن فترة  عملها عليها فتقول “مع بداية الفصل وعند تركيبها، استغني عن الغاز بشكل كامل وأعمل على  المدفأة كل شيء من فنجان القهوة إلى أكبر طبخة”.

يعاني أهالي الشمال السوري من ارتفاع متزايد في أسعار المحروقات ومواد التدفئة، حيث وصل سعر طن الحطب هذا العام إلى 200 دولار، بينما وصل سعر برميل المازوت إلى 160 دولار.

عملت “رنا” كواحدة من مئات النساء السوريات على توفير وتقنين ما يمكن لمساعدة أزواجهن في مصروف العائلة، فتقول: “أتعاون أنا وزوجي على مصروف عائلتنا، فهو يعمل وأنا أحاول تقنين أي شيء لمساعدته، فالعمل على المدفأة ليس أمراً معيباً أبداً بل هو تدبير لأمور المنزل”.

بات العمل على المدفأة يلبي أغلب احتياجات السيدة داخل منزلها، “أم أنور” البالغة من العمر 45عاماً، وهي أمٌ لسبعة أولاد، تسكن في بلدة احسم جنوبي إدلب، تستخدم مدفأتها للطبخ وتسخين الماء للغسيل والاستحمام، تروي لنا ما تقوم به كل يوم فتقول: “مع تشغيل المدفأة أصنع ركوة القهوة عليها لأشرب فنجاناً مع زوجي قبل أن يذهب إلى محله، ثم أجهز الشاي لوجبة الإفطار، وبعد ذلك أضعُ عليها طنجرة كبيرة ممتلئة بالماء، استخدم ماءها الساخن للجلي وأحياناً للغسيلِ أو الاستحمام”.

“أمّا عن الطبخ فأنا أتحكم بالنار كما أريد وبما يناسب طبختي، فمرة أضع أعوداً ناعمة لتكون نارها أقوى وتارة أبعد عيدانها عن بعضها فتكون حرارتها أخف وذلك حسب نوع الطبخة التي أطبُخها”، حسب ما أضافت “أم أنور”.

لم تقتصر استخدامات المدفأة على هذا فقط، فبعض النساء حاولن تجريب صناعة الحلويات عليها، ونجحت في ذلك “إيمان” 29عاماً، أمٌ لأربع بنات ومعلمة لغة عربية تسكن في جبل الأربعين، تخبرنا بأن عائلتها تحب الحلويات كثيراً وهذا ما دفعها لتجربة صناعة الكنافة على المدفأة، تحكي لنا عن تجربتها، فتقول: “بعد أن قمت بتجهيز الكنافة وأصبحت جاهزة للشوي، وضعتها على سطح المدفأة حتى احمرت جوانبها ومن الأسفل، ثم قلبتها على جهتها الثانية حتى احمرت أيضاً، فأصبحت لونها أحمر ومنظرها شهي جداً وكأنها مشوية على فرن عادي”.

تابعت “إيمان” صناعتها للحلويات والمعجبات فصنعت الكعك الغربية والبرازق، وأيضاً الهريسة والبقلاوة المعروك، وأصبحت بعد ذلك معروفة بين أقاربها في  إبداعها وفنها بتقديم أطباق شهية قامت بصناعتها على المدفأة.

ختمت “إيمان” حديثها بالقول “الحاجة أم الاختراع، ومن قلة ما يتوفر لدينا وُلِد الاختراع والابتكار”، فهي تسعى لخلق حياة كريمة لعائلتها رغم ما تعيشه هي وآلاف سكان المنطقة من حالة حرب وقصف دائم، إضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي وارتفاع المواد الاستهلاكية بشكل مستمر.

مقالات ذات صلة