وجّه ممثلو الادعاء الاتحادي في ألمانيا تهماً إلى خمسة أشخاص، بجميع تبرعات تجاوزت قيمتها 250 ألف يورو، بهدف دعم تنظيم عائلات داعش التي تقطن في مخيمي الهول وروج شرقي سوريا.
وأشارت التحقيقات إلى أن ثلاث نساء ورجلين ألمانيين، قاموا “بدعم منظمة إرهابية أجنبية وانتهاك قانون التجارة الخارجية والمدفوعات”.
وكشفت التحقيقات أن المشتبه بانتمائهم للتنظيم قاموا بجمع التبرعات في الفترة من عام 2020 إلى 2022 عبر تطبيق تليجرام، وتم نقل الأموال عبر وسطاء.
وذكرت أنه كان من المقرر استخدام هذه الأموال، لمساعدة عائلات على الفرار أو تهريبهم من مخيمي الهول وروج بشمال سوريا.
وفي وقت تم فيه إحالة المشتبه بهم إلى المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف الألمانية، إلا أن المحكمة لم تقرر بعد ما إذا كان سيتم محاكمة المشتبه بهم في القضية، ومن المنتظر أن تستمر التحقيقات لاتخاذ قرار بشأن مصير المتهمين في هذه القضية.
وحول ذلك، قال الباحث السياسي رشيد حوراني لمنصة SY24، إنه “ليس الأمر بغريب على تنظيم داعش هذا الأسلوب، فالتنظيم منذ نشأته استخدم وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التكنولوجيا سواء لجمع التبرعات له، أو في إعداد بعض المتفجرات والتسليح والتصنيع المحلي في مقراته داخل سوريا والعراق، أو لصالح تجنيد أشخاص يقيمون في الدول الغربية للانضمام إلى صفوفه وتأمينهم للوصول إلى ساحة المعركة، ولذلك هذا الأسلوب ليس بغريب على التنظيم أو حتى المؤيدين له”.
وفي سياق متصل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، قبل أيام، عن مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش، خلال عملية دهم جرت داخل مخيم الهول بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.
وحسب الأخبار الواردة من المخيم، فإن القيادي المذكور كان يشغل منصب “المسؤول عن إدارة مخيم الهول في التنظيم، ويدعى أبو عبيدة العراقي”.
وتأتي هذه التطورات أيضا، بعد محاولات فاشلة لثلاث نساء وطفلين للهروب من مخيم الهول، الأسبوع الماضي، حيث تم اعتقالهم واقتيادهم من قبل قوات قسد إلى جهة أمنية للتحقيق معهم.
ومؤخراً، كان اللافت للانتباه هو لجوء بعض الأشخاص الذين يحاولون إرسال الأموال إلى القاطنات في مخيم الهول إلى تطبيق “تيك توك”، وذلك من أجل جمع التبرعات وإرسالها وفق تعبيرهم.
ويعمل على هذه الحملات بعض النساء إلى جانب الرجال، وجميعهم بأسماء مستعارة مثل “الأنبارية الدليمية، وأبو العباس عمر”، وغيرها من تلك الأسماء التي يصعب التحقق من حقيقتها، بحسب أبناء المنطقة.
وتشير كل تلك التطورات إلى الرغبة الشديدة لدى العائلات القاطنة في المخيم بالفرار منه، ومن أجل ذلك يتم جمع التبرعات من أجل إرسالها إليهم لهذا الغرض، خاصة وأن الدول الغربية والأوروبية ما تزال تتأخر في عملية استعادة مواطنيها (نساء وأطفال) من المخيم الذي يؤوي عائلات سورية، وأخرى عراقية، وعائلات من جنسيات مختلفة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحكومة العراقية ما تزال مستمرة وملتزمة بإعادة العائلات العراقية من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة العراقي وبشكل دوري.
أمّا فيما يخص العائلات السورية، فقد بلغ عدد العائلات السورية التي خرجت من مخيم الهول خلال 2023، بحسب ما وثقت منصة SY24، قرابة 156 عائلة.
الجدير ذكره، أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قررت إدارة مخيم الهول وبعد وساطة وكفالة شيوخ ووجهاء العشائر، إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بمغادرة مخيم الهول وإعادتهم إلى مناطقهم، حيث خرجت العشرات من العائلات، التي توجهت بالدرجة الأولى إلى مناطقها في دير الزور والرقة.