تفيد الأنباء الواردة من محافظة السويداء، بتنفيذ الجهات المحلية حملة ضد تجار المخدرات والمروجين لها في المحافظة.
وذكرت شبكات محلية أن حركة رجال الكرامة نفذت الحملة ضد تجار المخدرات في قرية “ذيبين” بالريف الجنوبي الغربي للسويداء، استهدفت خلالها من قالت إنهم من المطلوبين والمتورطين في عمليات الاتجار بالممنوعات، وترويع الأهالي والسرقة والسلب.
وأشارت الشبكات المحلية إلى أن الحملة نتج عنها توقيف ستة متهمين بتجارة المخدرات وترويجها، مبينة ونقلا عن مصدر في الحركة أن العملية انتهت خلال وقت قصير بعد عدة مداهمات حيث سلم بعض مطلوبين أنفسهم فيما تم إلقاء القبض على الباقين.
وتباينت ردود الفعل تجاه تلك الحملة من أبناء وناشطي السويداء، حيث طالب البعض بأن تشمل الحملة كل أرياف محافظة السويداء، في حين استنكر البعض الآخر تسوية بعض المطلوبين والمتهمين بالاتجار بالمخدرات، حسب تعبيرهم.
وفي هذا الجانب، قالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن هذه الحملة لإعادة تلميع صورة حركة رجال الكرامة أمام سكان المحافظة بعد أن فقد مصداقيتها بعد حادثة متزعم إحدى العصابات ويدعى راجي فلحوط، والذي تم تهريبه إلى خارج المحافظة من قبل الحركة.
وأضافت أن الحملة ليست أمنية ولا دخل لأفرع أمن النظام فيها، بل هي حملة لإعادة تلميع صورة الحركة، علما أن الحركة أطلقت قبل فترة حملة ضد تجار المخدرات وألقت القبض على تجار المخدرات العاديين جدا بينما تم التغاضي عن تجار المخدرات الكبار.
ولفتت إلى أن الحملة في قرية ذيبين كانت في الأصل ضد عصابات السرقة في ريف السويداء، وبالصدفة علمت أن في منطقة ذيبين بعض تجار المخدرات الصغار، مشيرة بأصابع الاتهام إلى أن الحركة غطاء لتجار المخدرات الكبار، وبأن الحركة لم يعد لها أي مصداقية بين الأهالي، وفق قولها.
وحاول بعض أبناء المحافظة الدفاع عن حركة رجال الكرامة والتأكيد على أن ما تقوم به من حملات هو خطوة في الطريق الصحيح لاجتثاث هذه العصابات من جذورها وتطهير الجبل واستعادة الأمن والأمان.
بينما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة يجب تعميمها لقطع الطريق على القصف الأردني على الجنوب السوري بحجة استهداف تجار المخدرات، بمعنى أن الجهود ضد هؤلاء التجار تكون على يد أبناء المحافظة فقط، وفق وجهة نظرهم.
ورد عدد آخر من سكان السويداء على هذه الحملة بالقول “من حيث ما تم تصويره وبثه أكيد كل الشرفاء معكم، لكن يتساءل مواطن بسيط: أليس الأحرى بهكذا حركة لديها ما لديها من رجال وعتاد أن تبدأ بعصابات معروفة للقاصي والداني ورؤوس كبيرة ومعروفة بتعاملها وجرائمها المشينة؟ إن فعلت ستكسب ثقة أبناء هذا الجيل، وإن كانوا اليوم ألف رجل سيكونون غدا ألفين وبعده أربعة إلى أن يصبح الجبل بأسره على قلب رجل واحد، بكل الأحوال تحية شكر وامتنان لكل من خرج بنية طيبة ومن باب غيرة وحمية في سبيل الله والوطن والكرامة”.
ومطلع العام الجاري، دعت حركة “رجال الكرامة” المسلحة، الأردن إلى وقف العمليات العسكرية في محافظة السويداء جنوبي سوريا، مؤكدة استعدادها لملاحقة المتورطين في عمليات تهريب المخدرات.
وأكدت الحركة في بيان ضرورة توخي الحذر عند تنفيذ أي عملية عسكرية للجيش الأردني في السويداء، مطالبة الأردن بإبلاغ “رجال الكرامة” عن تحركات قواتها العسكرية والتنسيق معها.
وأشار البيان إلى ضرورة تسليم الحركة قوائم بأسماء المطلوبين والمتورطين في تهريب وتجارة المخدرات، مؤكدة قدرتها على ملاحقتهم.
يشار إلى أن تلك التطورات تتزامن مع استمرار أهالي السويداء في الخروج بمظاهرات ووقفات صامتة، بشكل يومي، للتأكيد على مطالب السوريين المناهضين للنظام بالتغيير السياسي، وللتنديد بالواقع الاقتصادي والمعيشي والأمني.
