تواجه مرضى القلب وأصحاب الأمراض المزمنة في مناطق النظام السوري، صعوبات عدة في تأمين احتياجاتهم الدوائية الشهرية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأدوية بشكل غير مسبوق وتدني الأجور وانخفاض مستوى المعيشة.
وتتراوح تكلفة الأدوية الشهرية لمرضى القلب بين 200 ألف ليرة سورية و500 ألف ليرة سورية شهرياً حسب نوع الدواء وحالته، بينما لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لتكلفة أدوية أمراض الضغط والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة، حسب تقديرات عدد من القاطنين في مناطق النظام.
وتحدث بعض سكان مناطق النظام أن المعاناة الأبرز هي لمرضى القصور الكلوي، لافتين إلى أن تكلفة الأدوية التي يتحملونها شهريا تتخطى حاجز الـ 500 ألف ليرة سورية.
وأشار البعض الآخر إلى أن أسعار الأدوية تزداد بشكل دوري كل 3 أشهر، مشيرين إلى أن بعض المرضى يتقاضون رواتب شهرية من مؤسسات الدولة على اعتبار أنهم من الموظفين تصل إلى حدود 196 ألف ليرة سورية، في حين أن سعر دوائهم يصل إلى 200 ألف ليرة سورية شهرياً، وفق قولهم.
وأكدت حقوقية من مدينة حلب (فضّلت عدم ذكر اسمها) في حديثه لمنصة SY24، أن أسعار الأدوية بالنسبة لهؤلاء المرضى أعلى بكثير، فعلى سبيل المثال أنا دفعت ثمن دواء لوالدتي التي تعاني من مرض (المناقير في الرقبة) أكثر من 200 ألف ليرة سورية.
وأضافت، أن المعاناة لا تقتصر على سعر الأدوية المرتفعة، بل تمتد إلى أسعار المعاينات الطبية التي تبدأ من 25 ألف ليرة سورية حتى 100 ألف ليرة سورية، واصفة ما يجري بأنه “أمر مرعب”.
وتباينت التقديرات بخصوص أسعار الأدوية، إذ قدّر أحد القاطنين في مدينة حمص أن مريض القلب يحتاج اليوم إلى 500 ألف ليرة سورية شهريا كثمن للدواء و”مميعات الدم”، مبينا أن أقل علبة دواء بات يصل ثمنها إلى أكثر من 30 ألف ليرة سورية.
الجدير ذكره، أن رفع أسعار جميع أصناف الأدوية في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2023 من قبل وزارة الصحة، بنسبة تصل إلى 100 بالمئة، أدى إلى نقصها من المستشفيات بسبب الآلية المتبعة في تمويل المستشفيات العامة حسب الميزانية المخصصة لكل منها، وخاصة مستشفيات الأطفال.