نساء يحققن نجاحات في مشاريع التطوع شمالي سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بمشاركة عدة نساء أكاديميات وفاعلات في المجتمع انطلق مركز النرجس التطوعي في مدينة عفرين العام الماضي، بهدف تأمين مساحة آمنة للنساء وفئات محددة من الأطفال، بعمر 7_12 عام، من بينهم مرضى التوحد  والأطفال المتسرّبين من المدارس، من خلال تقديم عدة تدريبات في مجالات متنوعة.

مراسلة SY24 التقت مديرة ومؤسسة المركز “وفاء نجيب” وهي ناجية من سجون النظام، تهجرت إلى الشمال السوري منذ عدة سنوات، عملت مع فرق تطوعية كثيرة، وأسست مع باقي النساء الناجيات “رابطة الناجيات في الداخل السوري” ، تقول إنها “بعملها التطوعي مع النساء والأطفال تثبت قدرة المرأة السورية لاسيما الناجيات من المعتقل على الإنجاز والنجاح رغم الظروف القاسية التي مررن بها”.

ومن هنا جاءت فكرة “مركز النرجس” لتقديم المساعدة للنساء والأطفال معاً وهما الفئات الأكثر تضرراً بالحرب والكوارث الطبيعية مثل كارثة الزلزال العام الماضي.

تقول “وفاء”: إن المركز ساهم في تمكين عدة نساء بعد فترة عمل ميداني امتدت ستة أشهر، تم خلالها الاستجابة العاجلة لمتضرري الزلزال، ومساعدة العوائل المنكوبة، وتكريم ممرضات في مشفى سامز، كان لهن دور كبير في مساعدة المرضى والأهالي وقت الزلزال، حيث أثبتت النساء ضمن الفريق التطوعي قدرتهن على النجاح والتحدي وقت الأزمات، وهنا انطلقت فكرة وجود مركز يستثمر جهودهن، ويوفر مساحة آمنة لهن، خاصة أن معظم السيدات الموجودات هن معنفات من قبل أزواجهن”.

يضم المركز اليوم عدة أقسام وصفتها السيدة بـ” الفعالة والمثمرة”، من بينها قسم خاص برياض الأطفال للفئتين الأولى والثانية، بأجور رمزية لتغطية النفقات التشغيلية والأمور اللوجستية للمركز ، كونه يقوم على جهود تطوعية بالكامل، ولا يتعمد على أي جهة داعمة أو تمويل خارجي، إنما هو ثمرة جهود نساء متطوعات يقدمن خدماتهن حسب اختصاصاتهن العلمية، والمهنية.

فضلاً عن ذلك خصص المركز قسماً خاصاً بأطفال طيف “التوحد” بوجود أخصائي لمتابعة الحالات ودمج الأطفال التوحد مع الأطفال العاديين، من خلال أنشطة وتدريبات معينة، وجلسات فردية ومخاطبة حسب ما أكدته المديرة. ذته

“عفاف” إحدى أطفال مرض التوحد، سجلتها والدتها في المركز منذ أربعة أشهر، تقول “وفاء” إنها خضعت لعدة جلسات خاصة، ووصلت لمراحل متقدمة من العلاج، بعد دمجها مع أقرانها من الأطفال، واستطاعت تسطير قصة نجاح بالتغلب على مرضها وتماثلها للشفاء تقريباً.

كما يحوي المركز قسماً خاصاً بالأطفال المتسرّبين من المدارس، ولاسيما لعوائل متضرري الزلزال، فهناك ضعف لدى الأطفال في القراءة والكتابة والمبادئ التأسيسية، وهذا ما تعمل عليه المعلمات في المركز وفق أحدث وسائل التربية والتعليم الحديثة، بجهود تطوعية سعياً منهن لخدمة المجتمع النهوض به.

حيث واجهت السيدات السوريات خلال سنوات الحرب القاسية ظروفاً معيشية واقتصادية صعبة، جعلت كثيرات منهن قادرات على الإنجاز والنجاح بالعمل والتجربة في مجالات عدة، وساعدت هذه المراكز التدريبية التطوعية في توفير البيئة المناسبة للعمل بعد صقل مهارتهن وزيادة خبراتهن في شتى المجالات.

مقالات ذات صلة