تعتبر فئة الأطفال في عموم المنطقة الشرقية من أكثر الفئات تضررا من جراء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، حيث يواجهون تحديات عديدة في حياتهم اليومية.
وفي الوقت الذي يخرج فيه الأطفال من منازلهم متجهين إلى المدارس، تجد في الوقت نفسه أطفال آخرون يخرجون بحثاً عن لقمة العيش من خلال فرز القمامة أو بيع السلع في الشوارع.
ولا يقتصر الحال على منطقة بحد ذاتها سواء في الرقة أو دير الزور أو الحسكة، بل إن هذه الظاهرة عامة بالتزامن مع ظروف المعيشة الصعبة من غلاء في الأسعار وأزمات متلاحقة وعلى رأسها المحروقات، حسب تعبير عدد من الأهالي.
وبشكل متواصل يعبر سكان المنطقة الشرقية عن قلقهم ويؤكدون على ضرورة تحرك منظمات المجتمع المدني لمد يد العون لهؤلاء الأطفال وذويهم، إضافة إلى تحرك الجهات المختصة من أجل العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية في المنطقة بما ينعكس إيجابا على حياة السكان.
ونبّه عدد من الرافضين لظاهرة عمالة الأطفال في الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق، إلى أن مكان الأطفال في المدرسة وليس مكانهم بجانب مكبات القمامة والنبش فيها لجمع البلاستيك والخردة وبيعها.
وعلّق عدد آخر على تلك الظاهرة بالقول “الجوع كافر”، في إشارة لحجم المعاناة التي تعانيها بعض العائلات التي تجد نفسها مرغمة على الدفع بأطفالها للعمل في “النبش بالحاويات ومكبات القمامة”.
وقالت الناشطة في مجال المناصرة إيمان الظريفي لمنصة SY24، إن الأطفال هم من يدفع ثمن الحرب وتبعاتها، فما شهدته المنطقة الشرقية وما تزال من أزمات أمنية واقتصادية ومعيشية يجبر بعض العائلات على إخراج أطفالهم من المدارس والزج بهم في مهن لا تتناسب مع عمرهم أو جسدهم أو غيرها من العوامل، أو غض الطرف عن عملهم في نبش الحاويات ومكبات القمامة وجمع البلاستيك أو الخردة وبيعه.
وأشارت إلى أن المجتمع كله يتحمل مسؤولية ما يعانيه الأطفال أو الظروف التي تجبرهم على العمل، إضافة إلى مسؤولية الأهل والمدرسة والمنظمات والجهات المختصة المسؤولة عن المنطقة، فالكل مشترك في تحمل المسؤولية، وفي حال التراخي والتساهل مع هذه الظاهرة فإن انعكاساتها لا تحمد عقباها، وفق تحذيراتها.
ومؤخراً، أطلق مجموعة من أهالي الرقة وريفها حملة ومبادرة مجتمعية تحت عنوان “من حقي أتعلم”، والتي تهدف إلى الحد من ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس.
ووسط كل ذلك، تتعالى الأصوات من المنطقة الشرقية للتحذير من ضياع جيل كامل من الأطفال، وذلك نتيجة استغلالهم من قبل مدمني المخدرات أو دفعهم لارتكاب جرائم السرقة.
يشار إلى أن معاناة سكان المنطقة الشرقية لا تقتصر على عمالة الأطفال، بل تمتد إلى المعاناة من بيع الأطفال للحبوب المخدرة والحشيش في الحدائق والأماكن العامة، وفق مصادر متطابقة.