تستمر معاناة النازحين شمال غربي سوريا، وتتجدد شهرياً من جميع النواحي، وكشف تقرير حديث لفريق منسقو استجابة سوريا، عن كوارث بالجملة يعيشها الأهالي في الداخل السوري شمالاً، ولاسيما في التجمعات السكنية العشوائية والمخيمات ومراكز الإيواء، دون أي تحسن ملحوظ في الظروف المعيشية.
وأكد التقرير الذي اطلعت عليه منصة SY24، ارتفاع نسبة الحرائق ضمن مخيمات النازحين، بسبب عوامل مختلفة، حيث بلغ عدد الحرائق منذ مطلع العام الحالي قرابة 22 مخيماً، مع توقعات بزيادة الحرائق خلال الفترة القادمة، معظمها بسبب مواد التدفئة.
وكشف الفريق أن انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، زادت من معاناة النازحين، مع قلة عدد المخيمات الخدمة بالصرف الصحي والتي تصل إلى الثلث فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.
كما أشار التقرير إلى غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 48 بالمئة من مخيمات النازحين ، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 819 مخيماً، ويتوقع زيادة أعدادها نتيجة توقف المشاريع الخاصة بها.
والتي أثرت بشكل مباشر على زيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة أبرزها انتشار الحشرات واستخدامات المياه ، حيث سجل أكثر من 23 بالمئة من إجمالي المخيمات إصابات السكان بأمراض جلدية.
وفي سياق متصل، قال التقرير: إن “القطاع التعليمي ليس أفضل حالا، حيث تغيب النقاط التعليمية والمدارس عن أكثر من 69 بالمئة من المخيمات، ويضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس” .
فضلاً عن سوء الطرقات الداخلية ضمن مخيمات النازحين ، إذ أن أكثرها غير معبدة، في حين تبلغ تشكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات، كما يعتبر سوء الطرقات أحد أبرز أسباب الحوادث داخل المخيمات.
وبالنسبة لواقع الغذاء في مخيمات النازحين، فقد أشار التقرير إلى صعوبات كبيرة أبرزها تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين تواجه نسبة 94 بالمئة من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.