تعيش منطقة ريف حمص الشمالي عامة ومدينة تلبيسة خاصة حالة من التوتر الأمني، تطورت إلى قطع الطريق الرئيسي “حمص- حماة” من قبل مجموعات من أبناء المنطقة.
جاء ذلك على خلفية اختطاف العصابات المدعومة من قوات أمن النظام السوري لمدنيين من سكان المدينة أثناء توجههم إلى لبنان، حسب أبناء الريف الشمالي لحمص.
وقال محمد الشيخ أحد أبناء مدينة حمص لمنصة SY24، إن “التوتر الأمني ما يزال هو سيد الموقف في مدينة تلبيسة منذ الـ 24 ساعة الماضية، والسبب اختطاف عدد من المدنيين من بينهم امرأة من سكان تلبيسة كانوا بداخل (سرفيس) أثناء محاولتهم الوصول إلى لبنان عن طريق التهريب بريف حمص الغربي”.
وأضاف أن “أهالي المدينة تكاتفوا فيما بينهم وشكّلوا مجموعات محلية وقاموا بقطع الطريق الرئيسي (حمص- حماة) وأشعلوا الإطارات، احتجاجاً على ما جرى”.
وأوضح أن أصابع الاتهام أشارت إلى عصابات يتزعمها المدعو “شجاع العلي” بالوقوف وراء عملية خطف المرأة وعدد من النساء الأخريات، إضافة إلى اختطاف مدنيين آخرين كانوا عائدين من لبنان”.
ولم يؤكد الشيخ أو ينفي صحة الأنباء التي تتحدث عن الإفراج عن المختطفات بعد الضغط الحاصل من سكان تلبيسة على قوات النظام لإجبارهم على التدخل والضغط على المدعو شجاع العلي لإطلاق سراح المختطفين، لكنّه أشار إلى أن وجهاء المدينة تعهدوا بالتدخل للضغط على أجهزة أمن النظام للتحرك ووضع حد لممارسات عصابة “شجاع العلي”.
عدد آخر من أبناء تلبيسة ذكروا أن عصابة شجاع العلي هي من أقدمت على خطف سيارة بداخلها مدنيون كانت قادمة من لبنان إلى سوريا، كما قامت باختطاف سرفيس كان بداخله 10 أشخاص من أبناء المنطقة الشرقية وبينهم نساء من محافظة حمص، كانوا في طريقهم إلى لبنان عبر طرق التهريب.
ولفتوا إلى أن ميليشيات الأمن التابعة للنظام فرقت جموع المتظاهرين تحت تهديد السلاح في تلبيسة، في حين لا يزال مصير المخطوفين مجهولا، وفق تعبيرهم.
وأشار ناشطون آخرون إلى أن عصابة المدعو شجاع العلي هي “عصابة منفلتة وتحظى بدعم من سلطات النظام ولها علاقات مع ميليشيات الفرقة الرابعة، وتمتهن الخطف مقابل فدية مالية أو القتل، حيث تتكرر نفس الممارسات منذ أعوام”.
الجدير ذكره أنه في 2022، تم اختطاف 14 شاباً من ريف دمشق والسويداء كانوا في طريقهم إلى لبنان، وحصلت عملية الاختطاف في منطقة “القصير” المحاذية للحدود اللبنانية والخاضعة لسيطرة ميليشيا “حزب الله”.
وحمّل كثيرون حينها المسؤولية للمدعو “شجاع العلي” الذي يتزعم عصابات خطف في مناطق ريف حمص ومناطق قريبة من مدينة القصير الحدودية مع لبنان، والمتهم بإنشاء سجون سرية لوضع المختطفين فيها.
وتعتبر منطقة القصير من المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية والمدعومة من إيران وعلى رأسها ميليشيا “حزب الله” اللبناني، والتي تبسط سيطرتها على منازل وأراضي المدنيين الذين تم تهجيرهم بشكل قسري.
وبين فترة وأخرى تشهد مدينة تلبيسة أحداثا أمنية متلاحقة، والسبب هو تسلط أفرع أمن النظام وميليشياته المدعومة من حزب الله وإيران على المنطقة، وفق أبناء المنطقة.