توفي الشاب “محمد النبهان” من أبناء بلدة اللطامنة شمالي غربي حماه، في الأول من شباط الجاري مُتأثراً بإصابته منذ سبع سنوات إثر إلقاء طائرة عسكرية تابعة لقوات النظام السوري قنبلةً تحتوي غازاً ساماً على بلدته.
تسببت هذه القنبلة بإصابة 16 شخصاً، كان من بينهم “محمد” الذي عاش معاناة مأساوية مع مرضه طوال هذه السنوات الطويلة، بعد أن فَقَدَ سمعه وبصره وشلّت حركته بشكل كامل، ليبقى على هذه الحالة حتى وفاته.
بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت قوات النظام السوري هجمات بالأسلحة الكيميائية والسامة في مختلف مناطق سوريا، وبلغت هذه الهجمات أكثر من 140 هجمة، وخلفت مئات المصابين والقتلى، كانت الغوطة الشرقية الأكثر ضحايا في عام 2013 إذ وصل عدد القتلى إلى أكثر من 1500 شخصاً أغلبهم النساء والأطفال.
أثر القصف الكيماوي بشكل كبير على المصابين وبشكل خاص على الأطفال والنساء، من بينهم “آلاء” البالغة من العمر 35 عاماً، والتي كانت تعيش في مدينة خان شيخون عندما تعرضت للقصف الكيماوي، وفقدت جنينها الأول أثناء الحادثة.
تروي لنا أحداث تلك اللحظات فتقول: “قصفت البلدة في الساعة السابعة صباحاً، استيقظت على صوت الضربة التي كانت تبعد عن منزلنا 50 متراً، بدأت أشعر بالاختناق ومع زيادة الحالة فقدت وعيي”
“آلاء” واحدة من بين عشرات النساء اللواتي تعرضن لعملية إجهاض خلال إصابتهن بالقصف الكيماوي، فقدت “آلاء” جنينها بعمر الخمسة أشهر بعد استنشاقها لغاز السارين، وتكررت عملية الإجهاض لديها لذات السبب، ولم تتمكن من الإنجاب حتى الآن.
قام فريق طبي في مشفى الغوطة الشرقية التخصصي بدراسة حول تأثير غاز الأعصاب على الولادات وتشكل الأجنة بعد قصف الكيميائي على المنطقة
شملت الدراسة 211 شخصاً ممن تعرضوا للغاز الكيميائي، ركزت على مراقبة الحمل والوظائف الأساسية للجسم وحالة نموها للأشخاص الذين شملتهم الدراسة.
وأظهرت الدراسة ارتفاعاً كبيراً في حالات الإجهاض لدى النساء الحوامل في الثلثين الأول والثاني من فترة الحمل بلغت 53 حالة مقابل 17 حالة لحوامل أجهضن في الثلث الأخير من الحمل، بينما ولد خمسة أطفال بتشوهات خلقية مختلفة، اثنان منهم يخضعان لعناية خاصة من قبل الفريق الطبي.
وثق تقارير حقوقية في عام 2021 عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ عام 2011 على يد النظام السوري وحلفائه، 389 ألف قتيلاً، منهم 117 ألف مدني، من بينهم 22 ألف طفل، و14 ألف امرأة، و81 ألف من الرجال.