تسود حالة من القلق والتوتر بين سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، إثر تداول أخبار عن نية النظام رفع سعر ربطة الخبز، بالتزامن مع موجة الغلاء التي تكتسح أسواق المواد الغذائية والأدوية.
وكان اللافت للانتباه أن النظام وحكومته يمهدون منذ عدة أيام لرفع سعر ربطة الخبز، زاعمين أن احتياطي سوريا من القمح يكفي حتى الشهر السادس من العام الجاري.
وقبل أيام، ذكرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، أن تكلفة ربطة الخبز ارتفعت إلى حد كبير بسبب تكاليف الاستيراد بالقطع الأجنبي للمادة وكذلك مستلزمات العملية الإنتاجية، ووصلت تكلفة الربطة بين 7000 إلى 8000 ليرة سورية ووزنها 1100 غرام.
واعتبر القاطنون في مناطق النظام أن هذه التصريحات والمبررات هي بداية الطريق نحو رفع سعر ربطة الخبز في الأيام القادمة، وفق تقديراتهم.
وأعرب آخرون عن المخاوف من رفع الدعم الحكومي عن ربطة الخبز وبيعها بشكل حر وبأسعار تفوق قدرتهم على شرائها، لافتين إلى أنها تباع اليوم بـ 200 ليرة سورية وهو السعر المدعوم لربطة الخبز حالياً.
وفي سياق الأمور التي تؤكد مخاوف المواطنين من رفع سعر ربطة الخبز، طالبت جمعية الخبازين التابعة للنظام برفع سعر ربطة الخبز كي يتمكن أصحاب الأفران من العمل.
ولفت إلى أن أن سعر الخبز المدعوم 200 ليرة سورية لا يشكل شيئاً أمام تكلفة الربطة التي وصلت حد 9000 ليرة سورية، وليس هناك شيء يعوض تلك الخسائر، مضيفا أنه يجب على الحكومة أن تدرس رفع سعر ربطة الخبز التمويني بحدها الأدنى كي يتمكن أصحاب المخابز من العمل.
وتوالت ردود الأفعال من مواطنين في مناطق النظام، إذ قال البعض إنه “يجب المطالبة برفع الأجور والرواتب أولا لذوي الدخل المحدود لأنهم بالكاد يشبعون الخبز حالياً، أما إذا تم رفع سعر الخبز بدون زيادة الأجور والرواتب فعندها الناس سوف تشتهي الخبز”.
وتابع آخرون بالقول “لقد بدأت التلميحات التي تؤدي بالنهاية إلى رفع سعر الخبز الذي يعتمد علية المواطنون في غذائهم اليومي، فحين يصبح راتب العاملين أربعة ملايين شهرياً يحق لكم المطالبة برفع سعر الخبز”، واصفين تلك المطالب بأنها غير منطقية ولا تضر إلا بالمواطن الفقير.
وقبل أيام، طالب خبير اقتصادي في مناطق النظام بزيادة الرواتب بنسبة 500%، لافتاً إلى أن الغلاء مستمر وبشكل يومي، والمواطن أصبح عاجز تماماً أمام ما تشهده الأسواق السورية من غلاء، مبيناً في ذات الوقت أن التضخم في الأسواق أصبح غير طبيعي وغير منطقي.
وقالت إحدى القاطنات في مناطق النظام (فضّلت عدم ذكر اسمها) لمنصة SY24، إن حكومة النظام توزع للعائلات مادة الخبز بالسعر المدعوم يومين في الأسبوع، حيث نضطر للوقوف لساعات طويلة وفي ساعات الليل من أجل الحصول على ربطتي خبز فقط.
وذكرت أنه من غير المستغرب رفع النظام وحكومته لسعر مادة الخبز بدلا من تحسين جودته أو بدلا من زيادة الكميات المخصصة للعائلة السورية الواحدة، مشيرة إلى أنها اضطرت للاستغناء عن الاشتراك بالأمبيرات لتقليل المصاريف الشهرية التي تتخطى حاجز الـ 3 ملايين ليرة سورية شهريا.
ومع استمرار الغلاء وتدني الرواتب والأجور وموجة الاستقالات التي تشهدها مؤسسات النظام الحكومية، تراوح سعر صرف الدولار في أسواق دمشق وحلب، اليوم الإثنين، بين 14650 ليرة سورية للمبيع، و14450 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق إدلب والحسكة بين 15150 ليرة سورية للمبيع، و15050 ليرة سورية للشراء.