تصدرت ظاهرة سرقة الأبحاث العلمية واستخدامها في رسائل طلبة الماجستير والدكتوراه، المشهد في جامعة دمشق خلال الأشهر الأخيرة، فاضحةً التزوير والفساد الذي طال التعليم في جامعات النظام، ولاسيما المتعلقة بالدراسات العليا وأطروحة الدكتوراه، حسب ما كشفته صحيفة الوطن الموالية اليوم الاثنين.
وعلى خلفية ذلك، قال مصدر مسؤول في جامعة دمشق: إن “هناك إجراءات جديدة، سيتم إقرارها من أجل التعامل مع سرقة وتزوير الأبحاث العلمية، سواء فيما يخص الطلاب أو الأساتذة الجامعيين”.
وحسب ما تابعته منصة SY24، فإن عملية السرقة تتم عن طريق سماسرة وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية، يتقدمون بعروض لأبحاث علمية ورسائل الدكتوراه مقابل مبالغ مالية معينة.
وأكد المصدر، أنه تم ضبط حوالي 6 حالات سرقة، واقتباسات محدّدة من أبحاث علمية، كُشفت بعد مناقشة الرسالة، وتسببت بسحب شهادات الطلاب المخالفين في عدة كليات، وتعميم ذلك على الوزارات ومختلف الجهات، مع طلب إعادة الوثيقة، وفي حال عدم إعادتها سيتم إصدار تعميم بإلغائها.
وعليه تقرر اعتماد آلية جديدة ووضع قواعد صارمة لتعزيز البحث العلمي وحماية أبحاث الطلبة والأساتذة من أي سرقة، حيث ستقوم الجامعة بالعمل على وضع إجراءات لضبط حالات الاقتباس من الأبحاث العلمية قبل المناقشة عبر إخضاع الأطروحة لمعاينة وتدقيق إلكتروني بالإضافة إلى لجنة سرية.
واقترح مجلس البحث العلمي والدراسات العليا، اعتماد مشروع لائحة جزاءات لمخالفة قواعد الأمانة العلمية، بحيث لا تتجاوز نسبة حالات الاقتباس من الأبحاث العلمية 2 بالمئة من إجمالي عدد رسائل الدكتوراه الممنوحة والمقدرة بـ 100 رسالة سنوياً، والماجستير بنحو 300 رسالة، وقد وافق مجلس جامعة دمشق عليه.
وفي ذات السياق، تراجع تصنيف الجامعات السورية بشكل كبير في السنوات الماضية على مستوى الترتيب العالمي للجامعات، وذلك بسبب التزوير والفساد الذي طال العملية التعليمة مؤخراً، وكانت السفارة العراقية في دمشق قد ألغت عبر موقعها الرسمي العام الماضي، الاعتراف بالجامعات السورية الحكومية والخاصة، استناداً لكتاب من وزارة التعليم العالي العراقية.
وذكر البيان الذي نشرته السفارة عبر صفحتها الرسمية أنه “استناداً إلى كتب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية العراق/دائرة البعثات والعلاقات الثقافية, فإنه تم إلغاء الاعتراف بكل الجامعات السورية الحكومية والخاصة بما فيها “جامعة دمشق – حلب – تشرين – الأندلس الخاصة”، مشيرة إلى أن الاعتراف يخص طلاب البعثات والنفقة الخاصة، لما فيه من تزوير في الشهادات المقدمة للدراسة في العراق، إذ سيتم يتم العمل بذلك اعتباراً من أول شهر أيلول القادم من السنة الجارية، للعام الدراسي 2022 – 2023.
ومن الجدير ذكره أن الفساد يتغلغل في مفاصل الحكومة السورية بما فيها التعليم، حيث تراجعت العملية التعليمية في سوريا منذ عام 2011، وانتشر تزوير الشهادات بشكل كبير، ما أثر على ترتيب الجامعات الس