تتواصل المبادرات وحملات توعية الشباب بمخاطر المخدرات في شمال شرق سوريا، بهدف مكافحة هذه الظاهرة والآفة الخطيرة، حسب وصف أبناء المنطقة.
وتواجه منطقة شرق سوريا تحديات كبيرة في مجال مكافحة المخدرات، ومن أجل تدارك هذه الآفة ووضع حد لها تم إطلاق حملة توعوية شاملة تستهدف الفتيان والشباب في المدارس.
وكانت بداية الحملة من مدينة منبج شرقي سوريا بجهود من لجنة الصحة بالتنسيق مع لجنتي التربية والداخلية، بهدف توعية الشباب بمخاطر المخدرات على صحتهم وحياتهم ومستقبلهم.
وتتضمن الحملات نشر الوعي حول مخاطر الاتجار بالمخدرات وتأثيره على المجتمع، إكساب الشباب المهارات اللازمة للوقاية من تعاطي المخدرات، وتشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الإيجابية والبديلة.
وحسب القائمين على الحملة فإن أسباب استهداف المدارس جاء بعد انتشار الآفة في المجتمع وبين الشباب على وجه الخصوص، مؤكدين أنها مستمرة لتغطية كافة المؤسسات العامة في المنطقة الشرقية.
وتقوم الحملات على عقد ندوات وورش عمل في المدارس حول مخاطر المخدرات، توزيع بروشورات ومواد توعوية على الطلاب، تنظيم عروض مسرحية وفعاليات رياضية وفنية توعوية، إشراك الطلاب في حملات تنظيف وتزيين المدارس بشعارات توعوية، وتشكيل لجان طلابية لمكافحة المخدرات في المدارس.
ووضعت لجنة الصحة مع لجنة الداخلية خططا أوسع لعقد اجتماعات مع المجالس المحلية ومخاتير الأحياء (الكومينات) ودعوة الأهالي بشكل عام لحضور جلسات توعوية حول مخاطر وتبعات هذه الآفة.
وحول تلك الآفة، أكد “عبد المنعم المنبجاوي” أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن الظاهرة باتت توصف بأنها خطيرة في حال لم يتم تداركها والقضاء عليها، ومن الضروري جدا البدء بفئة الشباب والمدارس وتوعيتهم من خلال التنبيه إلى مخاطرها عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم.
وأضاف أن هذه الآفة باتت تولد آفات وظواهر مجتمعية سلبية أخرى، منها السرقة أو القتل أو أي جرائم أخرى بهدف الحصول على الأموال لشراء المخدرات بها، ومن هنا تكمن خطورة هذه الآفة وخورة من يتعاطاها أو يروج لها.
وتتزامن هذه الحملات مع استمرار الجهات المختصة في المنطقة الشرقية بإلقاء القبض على عدد من مروجي ومتعاطي المخدرات في المنطقة.
وقبل يومين، ألقت قوى الأمن الداخلي القبض على شخص قادم من مناطق النظام السوري يحمل معه كمية كبيرة من الحبوب المخدرة لترويجها ضمن الرقة وريفها، وذلك عبر كمين محكم أثناء دخوله لمعبر الطبقة، حيث ضبط بحوزته 1279 حبة من البوغابلين المخدرة من عيار 100.
كما تمكنت مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على شخص يروج المواد المخدرة غربي دير الزور، حيث تم ضبط ما في حوزته من مواد وهي 129 حبة كبتاغون.
وتم خلال الأيام الماضية تنفيذ مكافحة المخدرات عدة عمليات في مناطق مختلفة بمدينة القامشلي، أسفرت عن إلقاء القبض على تسعة أشخاص يروجون ويتعاطون المواد المخدرة، وفق بيان صادر عن قوى الأمن الداخلي شمال وشرق سوريا.
ومنتصف حزيران/يونيو الماضي، أعلنت قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” عن اعتقال أكثر من 3000 شخص من مختلف المدن والبلدات التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا في عام واحد بتهمة تجارة وتعاطي وترويج المخدرات في المنطقة، وذلك خلال عدة حملات أمنية أطلقتها في المنطقة مع مصادرة كميات كبيرة من المخدرات بمختلف أنواعها.
الجدير ذكره، أن أهالي مدن وبلدات شرقي سوريا أكدوا أن تجارة وتعاطي المواد المخدرة هي من الظواهر الحديثة على المنطقة المحافظة نسبياً، مشيرين إلى أن هذه المواد بدأت تكثر عقب دخول الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية إليها.