يتواصل الحراك الشعبي الواسع في السويداء ضد النظام السوري منذ عدة أشهر، بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية في المحافظة، الأمر الذي زاد من حدة الفقر والاحتياج بين كثير من العائلات.
ودفعت تلك الظروف ببعض الفعاليات الاقتصادية في السويداء، لإطلاق مبادرات تهدف إلى مد يد العون ومساندة العائلات المحتاجة والأشد فقرا في المدينة وريفها.
وكان من بين تلك المبادرات التي أطلقتها عدة فعاليات اقتصادية في مدينة السويداء، حيث اتفقت الفعاليات الاقتصادية على بيع ليتر الزيت بسعر عشرين ألف ليرة لمن يرغب من الأهل.
وأكد القائمون على هذه المبادرة، أن الهدف من هذه الخطوة هو الوقوف مع الأسر في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، لافتة إلى أن ليتر الزيت يباع في الأسواق بسعر يتراوح بين 28 و30 ألف ليرة سورية.
ولاقت تلك المبادرة ترحيبا واسعا من قبل سكان المدينة وما حولها، مؤكدين أنه يجب إبعاد الأسر الفقيرة عن طمع الميسورين، أي أن تستهدف تلك المبادرة المستحقين لها بالفعل، حسب تعبيرهم.
وطالب آخرون بضرورة أن يكون التوزيع بشكل عادل على كل الأسر التي تعاني من ظروف اقتصادي ومعيشية، بهدف التخفيف عنهم ولو بالجزء القليل من خلال تلك المبادرات.
واعتبر كثيرون أن المبادرات الاقتصادية تلعب دورًا هامًا في دعم العائلات المحتاجة في السويداء، وتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المحافظة.
ورغم الجهود المبذولة في سبيل إنجاح هذه المبادرات، لكنها تواجه العديد من التحديات وأبرزها: صعوبة تأمين الموارد المالية اللازمة لتلبية احتياجات جميع العائلات المحتاجة، غياب التنسيق بين بعضها البعض مما قد يؤدي إلى ازدواجية العمل وتشتت الجهود، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي في بعض مناطق السويداء والذي يُعيق عمل بعض المبادرات ويحدّ من قدرتها على الوصول إلى جميع العائلات المحتاجة.
ووسط كل ذلك، يواصل المحتجون حراكهم الشعبي واحتجاجهم السلمي وسط مدينة السويداء وأريافها بشكل يومي، للمطالبة بالحرية والتغيير السياسي في سوريا وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.