عبّر أبناء المنطقة الشرقية عن تذمرهم من موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق الشعبية، مؤكدين أنّها لم تعد مقصدا لأصحاب الدخل المحدود أو العائلات التي تعاني من ضائقة اقتصادية، حسب تعبيرهم.
ولطالما شكلت الأسواق الشعبية متنفسا للأهالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث كانت توفر احتياجاتهم الأساسية بأسعار مقبولة، أمّا اليوم، باتت أسعار السلع في تلك الأسواق لا تختلف كثيرًا عن أسواق المنطقة الرئيسية الأخرى.
وأرجع التجار سبب ما تشهده الأسواق الشعبية هذه الفترة إلى ارتفاع أسعار بضاعتهم بالجملة، إضافة إلى أن بعض التجار تضررت تجارتهم وتراجع دخلهم اليومي ما اضطرهم إلى رفع الأسعار حتى لا يتعرضوا للخسارة.
وأصبح ارتفاع الأسعار في الأسواق الشعبية ينعكس بشكل سلبيي على المواطنين وأصحاب البسطات بسبب تراجع المبيعات، وسط مخاوف التجار من تراجع حركة البيع والشراء في تلك الأسواق بسبب الغلاء.
وفي الآونة الأخيرة كانت الأسواق الشعبية توفر أنواعاً مختلفة من الألبسة الجديدة والمستعملة بأسعار أقل من تلك الموجودة في المحلات الرسمية، إضافة إلى بيع منتجات أخرى وبأسعار أقل.
وكان من اللافت للانتباه ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق الشعبية بشكل يفوق قدرتهم الشرائية، معربين عن قلقهم خاصة مع تزايد صعوبة تأمين احتياجاتهم الأساسية تزامنا مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
وتعتبر أسواق الجمعة، الأربعاء، في مدينة الرقة من أبرز الأسواق الشعبية، إضافة إلى سوق السبت وسوق الأحد في مدينة منبج والأسواق الشعبية في دير الزور والقامشلي شرقي سوريا، والتي يرتادها الناس وخاصة من الطبقتين المتوسطة والفقيرة.
وكانت هذه الأسواق التي تقام في أماكن مختلفة من المنطقة الشرقية تشهد ازدحاما كثيفا خاصةً في أيام العطل الأسبوعية، أما اليوم فباتت حركة السكان المحليين الذين لطالما تعودوا على ارتيادها لتأمين حاجياتهم المنزلية والشخصية خفيفة جدا.
وحول ذلك، أكد الناشط أبو عبد الله الحسكاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن غلاء الأسعر وصل إلى الأسواق الشعبية فلم يعد الاختلاف كبيرا، ومن هنا يطالب السكان الجهات المسؤولة العمل على ضبط أسعار السلع في الأسواق الشعبية بشكل يتناسب مع قدرة الناس الشرائية، خاصة وأن هذه الأسواق تخفف نوعا ما من المصاريف الشهرية على بعض العائلات.
ورأى الحسكاوي أنه يجب على المنظمات المحلية وع استمرار الغلاء إطلاق مبادرات خيرية وإنسانية وتوزيع المعونات على العائلات المحتاجة خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وهذا مطلب أساسي للعائلات التي لا معيل لها على وجه الخصوص.
وتعتبر موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق الشعبية في شرق سوريا ناقوس خطر ينذر بتردي الأوضاع الاقتصادية، خاصة على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، فمع ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاحتياجات الأساسية، باتت هذه الأسواق التي كانت ملاذا للفقراء عبئا ثقيلا على كاهلهم، حسب أبناء المنطقة.