يجدد “أبو محمود” 54 عاماً، صاحب محل لبيع لحم الضأن في مدينة أريحا جنوب إدلب، لائحة تسعيرة اللحوم يومياً، وذلك حسب سعر السوق الذي يرتفع بين اليوم والآخر، والذي وصل إلى ضعف ما كان عليه العام الماضي.
مراسلة منصة SY24 رصدت أحدث تسعيرة لحوم في المنطقة، وأكدت أنه وصل سعر كيلو لحم الخاروف في مدينة أريحا إلى 320 ليرة تركية، وكيلو لحم العجل إلى 260 ليرة، وهي أسعار مرتفعة جداً مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، حيث كان كيلو لحم الغنم 120 ليرة ، والعجل 60 ليرة، أما الفروج فكان ثمن الكيلو 28 ليرة وأصبح اليوم 45 ليرة.
يحدثنا “أبو محمود” عن أسباب ارتفاع سعر اللحم بشكل متواصل يقول: إن “تهريب المواشي إلى مناطق سيطرة النظام وقسد، من قبل التجار ساهم بشكل مباشر في رفع سعره، إضافة إلى غلاء الأعلاف في الشمال ما تسبب بقلة قطعان المواشي وبالتالي ارتفاع أسعار لحومها”.
وأشار إلى أن حركة البيع تراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وذكر أن معظم الزبائن باتوا يشترون اللحم بالغرامات، بمبالغ لا تتعدى 70 تركية اي ما يقارب دولارين فقط”.
على خلفية ذلك، خفضت حالة ارتفاع الأسعار هذه منذ أشهر من إقبال الأهالي على شرائها، يقول “أبو حسين” 29 عاماً، وهو عامل مياومة يقيم في أريحا، أن كيلو اللحم يعادل أجرة عمل أربعة أيام متواصلة، فهو يعمل في ورشة تصليح سيارات بأجرة يومية لا تتعدى 100 ليرة ناهيك عن تأمين باقي متطلبات عائلته.
ولجأ “أبو حسين” مثل كثير من العوائل إلى استبدال لحم الغنم بالدجاج، وذلك لرخص ثمنه مقارنة بلحم الغنم
إذ يعيش أهالي الشمال السوري ظروفاً اقتصاديةً سيئة في ظل غياب فرص العمل وانتشار البطالة وتدني مستوى الدخل وارتفاع الأسعار.
“أسماء” 36عاماً، أم لأربعة أطفال، تسكن في مخيم قرب الحدود التركية، تخبرنا أنها لم تتناول اللحم منذ عيد الأضحى، بسبب ارتفاع أسعاره، وبقاء زوجها دون عمل، تقول: إنها “تتحايل على أطفالها بشراء لحم الدجاج مرة كل شهر كي لا تحرمهم منه، أما لحم الضأن فهو خارج قدرتها الشرائية”.
حال عائلة “أسماء” يحاكي حال مئات آلاف العوائل في الشمال السوري، الذين استغنوا عن كثير من المواد الغذائية الضرورية، مثل اللحوم والفاكهة، وبات همهم تأمين رغيف الخبز ومواد التدفئة فحسب.