لجأ الكثير من أصحاب الدخل المحدود في مدينة الرقة إلى استخدام الدراجات الهوائية كوسيلةٍ أساسية للتنقل، بالتزامن مع غلاء أجور النقل العام وقلة فرص العمل.
وأفاد بعض سكان المدينة بأن الكثير من أصحاب الدخل المحدود باتوا يعتمدون وبشكل ملحوظ على “البسكليتات” في التنقل بين أحياء المدينة، أو للذهاب إلى العمل والعودة، إذ أن الدراجات الهوائية تُعد وسيلة اقتصاديةً وسهلةً للتنقل، خاصةً في المسافات القصيرة داخل المدينة.
ورأى أحد أبناء المنطقة أن استخدام الدراجات الهوائية كوسيلةٍ للتنقل في مدينة الرقة حلًا عمليًا ومُفيدًا لذوي الدخل المحدود، مضيفا أن الدراجات يمكن أن تصبح وسيلةً أساسيةً للتنقل في المدينة، وتُساهم في تخفيف الضغط على وسائل النقل الأخرى.
ويأتي اعتماد البعض في الرقة على “البسكليت” بالتزامن مع الشكاوى من كثرة الحوادث المرورية الناجمة عن الدراجات النارية التي كانت تعتبر من وسائل النقل التي يعتمد الأهالي عليها.
وأكد “أبو محمد” أحد أبناء المنطقة الشرقية في حديثه لمنصة SY24، أنه من غير المستغرب اليوم عودة الناس إلى الدراجة الهوائية، فالناس لا قدرة لها على تحمل أزمة النقل وخاصة على صعيد غلاء الأسعار، لافتاً إلى أن هناك من يعتمد على وسائل نقل أخرى أو حتى على باصات النقل الداخلي والسرافيس حتى اليوم، ولكن ظاهرة العودة إلى الدراجة الهوائية يعتبر أمرا لافتاً للأنظار في منطقة غنية بالمحروقات والثروات، وفق رأيه.
ونهاية العام الماضي، رفعت “الإدارة الذاتية” رفعت أجور النقل الداخلي بنسبة 100%، لتصبح 1000 ليرة سورية بدلا من 500 ليرة سورية، حيث شمل الرفع أجور النقل الداخلي في عموم أحياء المدينة.
وتأتي مسألة رفع أجور النقل الداخلي بالتزامن مع معاناة السكان من غلاء أسعار الأمبيرات إضافة إلى توقف عمل بعض مولدات الأمبيرات بحجة شح مادة المازوت، إضافة إلى المعاناة من مشاكل خدمية وحياتية يومية متفرقة.
وقبل أيام، اشتكى أهالي مدينة القامشلي شرق سوريا من رفع أصحاب تكاسي الأجرة التسعيرة من 500 ليرة سورية إلى 2000 دون وجود قرار رسمي بذلك.
وبشكل عام، وتدفع الظروف المعيشية والاقتصادية المتردية لسكان المنطقة الشرقية إلى العزوف عن طلب سيارة أجرة في تنقلاتهم، وبات كثيرون إما يعتمدون على الدراجات النارية في تنقلاتهم أو سيرا على الأقدام، أو منهم من عاد إلى “الطريزينة” إحدى وسائل النقل القديمة.
وبيّن عدد من أبناء المدينة أن فئة الطلاب هي أكثر الفئات تضررا من أزمة المواصلات، حيث بات الطالب مجبر على الخروج قبل ساعتين من منزله كي لا يتأخر على الامتحانات بشكل خاص.