تؤكد الأخبار الآتية من محافظة السويداء جنوبي سوريا، بازدياد السخط الشعبي مع تصاعد المطالبات بكف يد الأجهزة الأمنية وحزب البعث عن النقابات العمالية بشكل فعلي.
وتأتي هذه المطالبات على خلفية سلسلة من الانتهاكات التي تعرض لها عمال في المحافظة، من اعتقالات تعسفية إلى محاولات فرض سيطرة حزبية على النقابات.
وأمس الأربعاء، اعتصم عشرات المواطنين والمواطنات أمام نقابة المهندسين في مدينة السويداء، للمطالبة بكف يد الأجهزة الأمنية وحزب البعث عن النقابات، في حين وصف البعض من أبناء السويداء تلك النقابات بأنها “عبارة عن أفرع أمنية”.
وأكد المتظاهرون في عموم المدينة الاستمرار بحملتهم لممارسة الضغط على النقابات، وذلك من أجل أن تمارس دورها بعيداً عن هيمنة وسلطة حزب البعث التابع للنظام السوري.
وفي هذا الصدد، قالت الناشطة السياسية وابنة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “موضوع الغضب الشعبي تجاه تغول الأفرع الأمنية وسلطة حزب البعث بدأ منذ بداية حراك السويداء، وكانت أولى المطالب التي نادى بها المتظاهرون هي كف يد الأجهزة الأمنية وتدخلها حتى برغيف الخبز إضافة إلى كف سلطة حزب البعث الذي من المفترض ألا يتدخل بعمل النقابات وعمل المواطنين”.
وأضافت أن “هذا السخط هو حالة متجددة، فمنذ استلام النظام وهذه الطغمة للبلد منذ عام 1970 والناس عندها هذا السخط، ولكن اليوم بدأ التعبير عن المطالب بشكل أكبر”.
وتابعت “للأسف ما يزال التغول موجودا وما تزال سلطة الحزب قائمة، ويفترض بنا اتخاذ الإجراءات لكف الأجهزة الأمنية وإقفال مقرات حزب البعث فعليا وليس شكليا، ويفترض بانتفاضة السويداء أن تنجح في كف يد الحزب بشكل فعلي، ونن أجل ذلك فإن حالة السخط الشعبي ستبقى مستمرة”.
ونهاية العام الماضي، طالب ناشطو السويداء والمحتجون والمتظاهرون، من وصفوهم بـ “الشرفاء”، التبرؤ من ما يسمى حزب البعث التابع للنظام السوري.
وفي أيلول/سبتمبر 2023، أغلق المحتجون فرع حزب البعث التابع للنظام في مدينة السويداء وطردوا أعضاءه منه، في خطوة لاقت ترحيبا واسعا من سوريين داخل سوريا وخارجها، وسط الدعوات لأن تحذو كافة المناطق السورية حذو السويداء.
ووسط كل ذلك، يواصل العشرات من أبناء السويداء وبشكل يومي التجمع في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، للمطالبة بالتغيير السلمي والانتقال السياسي في البلاد، والمضي قدماً بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وغيره من القرارات الدولية والأممية.