يواجه مئات آلاف السكان في شمالي غربي سوريا، خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، حيث يعيشون في بيئة موبوءة بمخلفات الحرب نتيجة سنين طويلة من القصف بمختلف أنواع الأسلحة من بينها المحرمة دولياً من قبل النظام وحلفائه، إذ لا ينته خطر السلاح لحظة إطلاقه، بل يمتد إلى عشرات السنين على هيئة مقذوفات وأجسام غير منفجرة، تهدد أرواح المواطنين بأي لحظة عند لمسها أو العثور عليها.
وكشف أحدث تقرير لمؤسسة “الخوذ البيضاء” استجابة فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) خلال العام الماضي 2023، حيث استمرت أعمالها بتطهير شمال غربي سوريا من مخلفات حرب النظام وروسيا على السوريين.
وحسب ما اطلعت عليه منصة SY24، فقد تنوعت أعمال الفرق من عمليات مسح غير تقني وتحديد المناطق الملوثة بمخلفات الحرب إلى جلسات التوعية بتلك المخلفات، وأجرت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري خلال العام الماضي 1450 عملية مسح غير تقني وقامت خلالها بتحديد 531 منطقة ملوثة بالذخائر، وتم التخلص من 1054 ذخيرة منها 325 ذخيرة عنقودية، و 206 مقذوفاً، و 181 قنابل (رمانات)، و 171 صاروخاً، و 140 قذيفة هاون، و 48 فيوز، و 4 قنابل ملقاة من الجو، و 3 صواريخ موجهة، 3 ألغام أرضية، و مقذوف عديم الارتداد، كما نظمت الفرق 4491 جلسة توعية بمخاطر الذخائر المتفجرة استفاد منها 94630 مدني.
كما برز دور فرق الإنقاذ خلال كارثة الزلزال التي ضربت المنطقة في السادس من شباط 2023، حيث شاركت جميع الفرق من بينهم فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) وهي فرق مدربة على البحث والإنقاذ والاستجابة لحالات الطوارئ، فضلاً عن مشاركة أكثر من 3000 من كوادر الخوذ البيضاء.
وأثرت مخلفات الحرب بشكل كبير على المزارعين أثناء عملهم في الأراضي وحصدت كثيراً من الأرواح الضحايا من بينهم أطفال ونساء، حسب ما تناولته منصة SY24 في تقاريرها السابقة.
وفي ذات السياق أكد فريق الدفاع المدني قيام الفرق بتنفيذ 1155 عملية متعلقة بمخلفات الحرب منها 251 عملية مسح تقني و 724 جلسة توعية بمخلفات الحرب وخلال تلك الفترة تم إزالة 180 ذخيرة غير منفجرة.
وفي شهر آب من العام الماضي تزامناً مع موسم قطاف التين، قامت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري بأكثر من 700 عملية متعلقة بمخلفات الحرب، منها 141 عملية مسح غير تقني و 482 جلسة توعية بمخلفات الحرب استفاد منها أكثر من 8750 مدني، وتم خلال الفترة المذكورة إزالة أكثر من 80 ذخيرة غير منفجرة.
أما الموسم الثالث فكان جني محصول الزيتون وذلك خلال شهر تشرين الثاني، حيث جاء الموسم الماضي بعد حملة قصف للنظام وروسيا الميليشيات الموالية لهم تصعيد هي الأكبر خلال أربع سنوات، وقامت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة خلال هذا الشهر بأكثر من 640 عملية متعلقة بمخلفات الحرب منها 127 عملية مسح غير تقني و 411 جلسة توعية وتم خلال الشهر إزالة 107 ذخيرة غير منفجرة.
وأظهر التقرير عدد ضحايا مخلفات الحرب في المنطقة، منذ بداية العام الحالي والتي كانت حصيلة 24 انفجاراً لمخلفات الحرب، بينها 17 انفجاراً من مخلفات قصف سابق و 7 انفجارات لألغام أرضية أدت لمقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال وإصابة 29 آخرين بينهم 19 طفلاً، وامرأتان.
إلى اليوم يواجه المدنيّون مع استمرار حرب النظام وتعمّد قواته وروسيا القصف بالقنابل العنقودية والأسلحة الحارقة وغيرها من الذخائر، خطراً طويل الأمد يهدد حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال حيث تشكل هذه المخلفات خطراً كبيراً على حياتهم.