حضانة الأطفال في إدلب.. فكرة مبتكرة تؤمن دخلاً مادياً للسيدات

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

خصصت “أم محمد” غرفة صغيرة في بيتها، ووضعت فيها سريرًا للأطفال الصغار، وألعابًا مختلفة تناسب مختلف الأعمار، فتعمل على رعاية أطفال الأمهات الموظفات طوال أيام الأسبوع.

بعد سنوات طويلة من الحرب في سوريا، ونتيجة لسوء الوضع الاقتصادي المتردي في المنطقة، أُجبرت بعض النساء اللواتي فقدن أزواجهن على البحث عن فرصة عمل يمكنهن من خلالها تأمين قوت أطفالهن.

“أم محمد”، التي تبلغ من العمر 44 عامًا وهي أم لأربعة أولاد، تقيم في مدينة إدلب. اعتقل زوجها قبل سبع سنوات على يد النظام السوري. عملت في عدة أماكن خارج المنزل، لكنها لم تستمر في ذلك بسبب بعدها عن أولادها لفترات طويلة.

بدأت فكرة استقبال الأطفال لديها عندما طلبت جارتها الموظفة منها الاهتمام بطفلها الرضيع خلال ساعات عملها مقابل أجر مادي. تتحدث لنا عن بداية تجربتها قائلة: “الطفل الهادئ دفعني لاستقبال أطفال جدد خلال فترة قصيرة مقابل أجور مادية تتناسب مع الأم الطفل وتتناسب معي”.

تستقبل أم محمد كل يوم عشرة أطفال بأعمار متفاوتة تبدأ من عمر الشهور وتنتهي عند الخمس سنوات. تتحدث عن تفاصيل عملها خلال اليوم قائلة: “أصحو باكرًا وأستعد لاستقبالهم عند الثامنة، طوال اليوم أعمل على رعايتهم والاهتمام بهم، الرضيع يأكل وينام، أما الأطفال من عمر سنتين فأكثر فأطعمهم وألعب معهم وأدرسهم، حتى تأتي أمهاتهم في الساعة الثالثة عصرًا”.

قبل الحرب في سوريا، كانت السيدات الموظفات غالبًا ما تترك أولادهن مع جداتهن أو أحد أقاربهن. أما الآن، فقد أصبح الأمر صعبًا للغاية بسبب تشتت أفراد العائلة وبعد المسافات بينهم. تقول “رشا”، التي تبلغ من العمر 33 عامًا وهي أم لثلاثة أطفال وتسكن في مدينة إدلب وتعمل في إحدى المنظمات الطبية في قسم الإرشاد النفسي، إنه من الصعب عليها أخذ أولادها معها بسبب طبيعة عملها وتنقلها بين المخيمات في شمال سوريا.

لجأت “رشا” إلى تأمين أطفالها مع سيدة تثق بها بعد وفاة والدة زوجها، فأصبحت تأخذ أولادها كل صباح إلى بيت “أم محمد” وتعود لتأخذهم عند عودتها إلى منزلها.

تتحدث “رشا” عن عملية البحث الطويلة التي خاضتها للعثور على سيدة تعتني بأطفالها خلال عملها، وكتبت أخيرًا جارتها. تقول: “أولادي الثلاثة اعتادوا على جارتنا، فهم يحبونها وكأنها خالتهم، وأنا أرتاح نفسيًا في ذلك. بالإضافة إلى ذلك، توفر لي جهدًا كبيرًا وأجرًا رمزيًا يتناسب مع وضعي المادي”.

حال “أم محمد” تشبه حال العديد من السيدات اللواتي وجدن هذا العمل مصدرًا للراحة النفسية لبقائهن في المنزل مع حصولهن على دخل مادي يساعد عوائلهن.

مقالات ذات صلة