كيف يساهم تطعيم الأشجار في توفير الدخل لأهالي إدلب؟  

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في مثل هذا الوقت من كل عام، يتجه المزارع “أبو نورس” إلى أرضه، لتقليم الأشجار المثمرة وتطعيمها لتحسين نوعيتها، فهو يقوم بهذه العملية كل عام ليحظى بمحصول وفير خلال السنوات القليلة القادمة.

وعملية تطعيم الأشجار هي نقل جزء من نبات إلى نبات آخر، بحيث ينمو الأول على الثاني ويسمى الجزء الأول “الطُّعم” أو والجزء الثاني “الأصل”، وهي إمكانية إنتاج عدة أنواع مختلفة من الثمار في شجرة واحدة فقط.

يقيم الستيني”أبو نورس” في بلدة إحسم جنوبي إدلب، ينتظر موسم تطعيم الأشجار من كل عام، ليقوم بالعملية  في أرضه، يقول إنه تعلم هذه المهنة من والده وهذه المهنة من والده فيقول: “تعلمت  التطعيم من والدي قبل أربعين عاماً، وعلمتها لأولادي بواسطة المنشار ومقص الأغصان”.

تتميز أرض “أبو نورس” باحتوائها عدة أنواع من الأشجار المثمرة، تحمل كل منها عدداً من الأصناف المختلفة، فتجد شجرة اللوز مقسمة إلى عدة أغصان من المشمش وبعضها من الخوخ الأصفر والأحمر، وبعضها الآخر من الدراق، كما يمكن أن تجد المحلب والكرز الحامض والحلو في شجرة واحدة حسب قوله، مؤكداً أن التطعيم يحتاج إلى خبرة وصبر وفن، فيمكن للمزارع أن يحول أرضه إلى جنة من خلال هذه العملية.

يلخص “أبو نورس” طرق التطعيم يخبرنا أنها تختلف حسب صنف الشجرة، ولكل نوع وقت محدد وأشجار معينة، يقول: إن “هناك طريقتين التطعيم الأولى تسمى التطعيم القلم، يبدأ في شهر شباط وينتهي بأواخر آذار، تكون باستخدام الأغصان بعمر السنة تؤخذ منها أقلام تحوي برعمين أو أكثر وتطعم هذه الأقلام على ساق نبات آخر يسمى الأصل”.

أما الطريقة الثانية وهي أكثر الطرق انتشاراً، وتبدأ مع بداية شهر نيسان وتنتهي في حزيران تسمى “التطعيم بالبرعم، إذ يؤخذ قشرة من النبات المراد إكثاره وتكون هذه القشرة حاوية على برعم واحد وتلصق على نبات الأصل، يؤكد “أبو نورس” أن نسبة نجاح هذا التطعيم مضمونة 95 بالمئة.

يغتنم بعض الشبان في الشمال السوري خبرتهم في هذه المهنة، ليعملوا بها طوال فترة فصل الربيع كـ “عمال مياومة” بأجور مقبولة، تساعدهم في تأمين احتياجات أسرهم.

“أبو رياض” شاب ثلاثيني، لديه أربعة أطفال، يقيم في إحدى قرى جبل الزاوية، يعمل ضمن الأراضي في المنطقة عامل مياومة، يحدثنا عن الأجور التي يتقاضاها مقابل عمله في التطعيم يقول: إنه يحصل على سبعة دولارات كل يوم، وهو مبلغ قليل مقارنة مع التعب والجهد على الذي يبذله، إذ يعمل أكثر من ثماني ساعات متواصلة يومياً.

يسعى أهالي كثر في الشمال السوري للبحث عن فرص عمل يستطيعون من خلالها تأمين قوت يومهم في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.

مقالات ذات صلة