تفيد الأنباء الواردة من البادية السورية بأن الكثير من الثكنات التابعة لقوات النظام السوري، قام عناصرها بتركها والفرار منها خوفا من هجمات تنظيم داعش في تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي.
ووسط ذلك، يشن تنظيم داعش هجمات عنيفة تستهدف ثكنات النظام وميليشياته أدت إلى قتل وجرح الكثير من العناصر.
ومن شدة الهجمات فإن الكثير من الثكنات قام عناصرها بتركها والفرار منها، خوفا من هجمات متوقعة من التنظيم.
بالمقابل، يشن سلاح الجو التابع للنظام وحليفه الروسية هجمات تستهدف البادية، في حين تشير الأخبار الآتية من البادية إلى أن هذه الهجمات بالطيران الحربي لم توقع أي إصابات ضمن عناصر التنظيم الذين يقتحمون ثكنات النظام ويعودون لمواقعهم في عمق البادية.
وفي هذا الجانب، قال الناشط المهتم بملف البادية، محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن فرار قوات النظام وانسحاب عناصر الميليشيات من مناطق في البادية، تشير إلى تصاعد وتيرة هجمات تنظيم داعش في منطقة تدمر والسخنة، كما تدل على ضعف معنويات قوات النظام السوري وميليشياته المساندة في المنطقة.
ورأى أن هذه الانسحابات ستؤدي إلى مزيد من الفوضى والعنف في المنطقة، وقد تسمح هذه الانسحابات لتنظيم داعش بتوسيع نفوذه في المنطقة، خاصة وأنه استغل قبل ذلك انسحاب مرتزقة “فاغنر” الروسية للقتال ضد أوكرانيا وبدأ بشن الهجمات المباغتة على أكثر من محور.
واعتبر أبو يوسف أنه يمكن وصف ما يجري في البادية من تطورات بأنها “خطيرة جداً”، خاصة وأن التحالف الدولي مشغول بضرب الميليشيات والرد على قصفها لقواعده في المنطقة الشرقية، ومن أجل ذلك نرى داعش يصول ويجول ويفتح أكثر من جبهة بشكل مباغت ومن ثم يعود عناصره للاختفاء في عمق البادية بعد تكبيد الميليشيات وقوات النظام خسائر فادحة.
ولفت إلى أن هناك الكثير من دوافع الفرار من جبهات القتال ضد داعش في البادية، وأهمها الخوف من القتل أو الإصابة، فقدان الثقة بقدرة النظام على حمايتهم، ضعف الروح المعنوية، إضافة إلى الأوضاع المعيشية السيئة، حيث يعاني عناصر النظام من أوضاع معيشية سيئة داخل الثكنات، مما قد يدفعهم إلى الفرار بحثًا عن حياة أفضل، وفق رأيه.
ومؤخراً، بدأ المنتسبون الجدد للميليشيات يشتكون من الإهانة وسوء المعاملة، وخاصة هؤلاء المتواجدين على جبهات تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، والتي تعتبر من الجبهات الساخنة والمشتعلة مع تنظيم داعش وخلاياه النائمة.
كما يشتكي عناصر الميليشيات من تهميشهم وتركهم في نقاط عسكرية مهجورة وسط بادية ريف حمص الشرقي بدون طعام أو شراب أو حتى سلاح، ما يجعلهم صيداً سهلاً لتنظيم داعش وخلاياه في المنطقة.