أعرب القاطنون في مدينة الرقة عن استغرابهم من النقص الحاد داخل بنك الدم في المستشفى الوطني، متسائلين عن مصير الكميات الكبيرة التي يتم التبرع بها.
وذكر أحد أبناء الرقة أنه تبرع بالدم أكثر من خمس مرات، لكنه عندما احتاج دمًا لأخيه رفض المشفى منحه دون وجود متبرع.
وأضاف متسائلاً “أين هي أطنان الدم التي يتم التبرع بها، وهل يتم بيعها للمشافي الخاصة أو تصديرها خارج الرقة؟” مطالبا بضرورة إيجاد الحلول لهذه المشكلة.
وأكد آخرون أن هذا الكلام صحيح، وكثير من مرضى قسم الكلية يحتاجون إلى الدم لكن يُطلب منهم إحضار متبرع، وفق تعبيرهم.
وتعالت أصوات أخرى متسائلة بالقول، إن “المستشفى الوطني تدعمه أكثر من منظمة، وفي كل فترة نرى سيارات براد محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية تُفرغ حمولتها داخل المستشفى، لكن في اليوم التالي لا نجد أي علاج أو وصفة مجانية للمواطنين، وبالتالي أين تذهب هذه الأدوية؟”.
وقال بعض سكان المدينة تعليقا على هذه المشكلة “تبرعنا عدة مرات وذهبنا مع من يطلبون الدم، ولكن الموظف يرفض أن يعطينا وصل تبرع بالدم”.
ودعا كثيرون إلى التوقف عن التبرع بالدم إلى حين تحرك الجهات المختصة ومراقبة عمل بنك الدم، في حين رأى آخرون أن عدم التبرع مسألة صعبة لأن استخراج سند إقامة أو دفتر عائلة أو طلب توظيف أو أي معاملة في الدوائر الرسمية يحتاج إلى وصل تبرع بالدم.
ورغم تلك الشكاوى من هذه المسألة، لكنّ البعض الآخر من السكان حاول الدفاع عن القائمين على بنك الدم والتأكيد بأن بنك الدم فيه فائض وليس هناك أي تقصير تجاه المواطنين، حسب كلامهم.
ويؤكد أبناء الرقة أن نقص الدم والأدوية في مشفى الرقة الوطني يعد مشكلة خطيرة يجب العمل على حلها بشكل عاجل، مطالبين جميع الجهات المعنية بما في ذلك المنظمات الإنسانية، العمل معاً لتوفير الأدوية والدم اللازمة للمرضى وضمان حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
ومنتصف الشهر الماضي، أفاد عدد من ناشطي وأبناء مدينة الرقة شرق سوريا، أن بنك الدم في المدينة يعاني من نقص حاد في المخزون، مما يعرض حياة المرضى المحتاجين إلى نقل الدم للخطر.
ووجّه أبناء المدينة نداءات عاجلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعين كل من لديهم القدرة على التبرع التوجه إلى بنك الدم في المستشفى الوطني من أجل التبرع بالدم.
وذكر أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إنها ليست المرة الأولى التي يعاني فيها بنك الدم في الرقة من نقص في المخزون، ففي وقت سابق من العام 2022 واجه البنك نفس المشكلة وتم حينها توجيه النداءات للسكان للتبرع.
ويعد الاهتمام بالواقع الطبي والصحي من أهم المطالب التي ينادي بها سكان المنطقة الشرقية عموما، خاصة في ظل تردي الواقع الطبي وموجة ارتفاع الأسعار التي طالت الأدوية والمعاينات الطبية.