شكا كثيرون من أبناء الرقة شرق سوريا من ظاهرة غلاء المهور وصعوبات الخطبة والزواج، مما يهدد بتأثير سلبي على مستقبل الشباب وتكوين الأسرة، لافتين إلى أن صعوبات الخطبة والزواج أصبحت لا تطاق.
ورأى عدد من أبناء الرقة أنه يجب على الآباء عدم التركيز على الأمور المادية، وإنما التركيز على أخلاق الشاب ودينه حتى لو كان فقير الحال، وفق رأيهم.
ولفتوا إلى مطالب بعض أولياء الأمور لخُطاب بناتهم بتحقيق أحلام بناتهم من أول سنة زواج، متسائلين في ذات الوقت “كيف يمكن لفتاة عاشت في بيت أبيها أكثر من عشرين عامًا دون تحقيق أي من أحلامها أن تتوقع من زوجها تحقيقها في أول سنة زواج؟”.
وأشاروا إلى أن “الحياة أصبحت لا يطيقها إلا من يحمل صبر أيوب”، مطالبين أولياء الأمور بالتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة بمسؤولية وتربية بناتهم على الصبر والتحمل، وعدم تحميل الزوج مسؤولية تحقيق أحلامهن التي لم يحققها أهلها في عشرين عامًا”.
كما طالب بعض سكان الرقة الفتيات بتقدير صبر وتحمل أزواجهن، وعدم تحميلهم مسؤولية أحلامهن التي لم يحققها أهلها، مؤكدين بالقول “أقلهن مهورًا، أكثرهن بركة”.
وحول ذلك، قال الكاتب والناشط السياسي علوان زعيتر، ابن الرقة لمنصة SY24: “كما يقول الشاعر (لكل امرئ من دهره ما تعودا)، ومن هنا فإن المهر عادة وحالة تاريخية مستدامة، يصعب الخلاص منها بشكل بالغ الصعوبة، ومهما كان الأب أو الأم من الطبقة المثقفة، فلا يمكن الاستغناء عن مسألة المهور كنوع من التقدير للمرأة”.
وأضاف “لكن في الزواج بين الأقارب لا يكون المهر مرتفعا، بينما في الزواج بين عشيرة وأخرى، يرتفع المهر بشكل كبير”، مشيرا إلى أن البعض ينادي بالتخلي عن هذه العادة، لكنها عادة متأصلة يصعب الخلاص منها بسهولة، وفق قوله.
وتباينت ردود الفعل حول تلك الظاهرة ومسألة غلاء المهور من عدمها، في حين خاطب آخرون فئة الشباب بالقول “إن لم تكن أهلاً فلا تجعلها تترك بيت أهلها”، في إشارة إلى أهمية تحمل المسؤولية وخاصة حال قرر الشاب الإقدام على الخطوبة أو الزواج.
وحسب شبكة مراسلي منصة SY24 في مناطق متفرقة من سوريا، فإن الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه السكان في الداخل السوري، أرخى بظلاله على الشباب وأثر مشاريع الزواج، إذ ليست الملابس وحدها من ارتفعت أسعارها، بل إن المهر وشراء الذهب وتأمين المسكن كلها عقبات تحول دون الإقبال على الزواج في ولاسيما عند الطبقة المحددة الدخل.
وذكرت شبكة مراسلينا أن مشاريع الزواج تراجعت بشكل واضح في الداخل السوري، وبات السفر والهجرة من أولية للشبان للخلاص من الواقع الذي يعيشونه.
