“الخبيزة”.. غذاء شعبي مفيد ومحبب لسكان إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تحمل “مريم” كيساً كبيراً من القنب وسكيناً، تتنقل بين الحقول باحثةً عن نبتة “الخبيزة”، لتعود بعد ساعات طويلة، تحمل على رأسها ذلك الكيس محملاً بأغصان الخبيزة، تنقي الجيد منها، ليكون جاهزاً لبيعه صباح اليوم التالي في سوق الهلال بمدينة أريحا.

ينتمي نبات الخبيزة إلى العائلة الخبازية، وهي أحد النباتات الورقية الخضراء والمزهرة. تتميز أوراق نبات الخبيزة بشكلها الخماسي وأزهارها الوردية أو البنفسجية، كما يصل طول النبات كحد أقصى إلى 10 سم، وتعد من أشهر الأطباق الشعبية في البلاد العربية.

“مريم”، عمرها 46 عاماً، أرملة وأم لأربعة أطفال، تسكن في قرية (سرجه) جنوبي إدلب، فقدت زوجها قبل ثلاث سنوات إثر قصف قوات النظام على قريتهم، وأصبحت تعمل ما يتوفر لديها لتأمين قوت أطفالها.

في مثل هذه الأيام من كل سنة، تخرج “مريم” كل صباح من بيتها برفقة ابنتها الصغيرة، تتجول بين حقول القرية لتقطف من تلك النبتة المرغوبة لدى غالبية السكان في المنطقة، تقول: “أقطف منها طوال النهار، ثم أنقي الجيد منها في الليل، أحملها في الصباح التالي إلى سوق الهلال لأقبض ثمنها ما يقارب 170 ليرة تركية”.

تعد الخبيزة من الأكلات الشعبية المفضلة في فصل الربيع عند أهالي الشمال السوري، “ملك”، تبلغ من العمر 54 عاماً، أم لخمسة أطفال، نزحت من بلدتها كفرنبل جنوب إدلب، واستقرت في مدينة أريحا، اعتادت على طبخ وتناول الخبيزة عدة مرات قبل نزوحها.

تتجول “ملك” بين بسطات الخضار في المدينة وهي تبحث عن نوع من الخبيزة الجيدة، لتكون وجبة غذاء لعائلتها، تقول: “الكيلو بـ 20 ليرة تركية وهو سعر مقبول مقارنة مع أسعار باقي الخضروات”.

تحتاج الخبيزة قبل طبخها إلى الغسيل وتنظيفها من التراب والحشائش العالقة بها، ثم تقطع أغصانها بأجزاء مختلفة الحجم حسب رغبة العائلة.

تختلف وصفات طهي الخبيزة بين منطقة وأخرى، فمنهم من يضيف لها حبات الأرز والثوم وأنواعاً مختلفة ومتعددة من البهارات.

تطبخ “ملك” الخبيزة بطريقة تقليدية معروفة بشكل كبير في منطقة جبل الزاوية، تضيف: “أضع في الطنجرة بصلة مفرومة بشكل ناعم، ثم أضيف إليها زيت الزيتون والخبيزة، أتركهما على نار هادئة حتى تذبل، ثم أضيف البرغل الناعم والفلفل الأحمر اليابس ورشة ملح”.

للخبيزة فوائد غذائية وصحية متعددة، فهي تفيد في علاج الالتهابات المعوية والرئوية وتقليل ضغط الدم، إضافة إلى الحماية من الإصابة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية، كما تشكل وقاية للجسم من الأمراض مثل التهاب المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي.

مقالات ذات صلة