تتضاعف معاناة المدنيين في شمال غربي سوريا باستمرار القصف من قبل النظام السوري وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية، وبات استخدام الأسلحة المحرمة دولياً يشكل تهديداً خطيراً عليهم، فضلاً عن استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، في استهداف السكان وتدمير البنية التحتية للمنطقة.
وكشف تقرير لمؤسسة “الخوذ البيضاء” صدر يوم أمس الخميس، عن التصعيد الخطير في تكتيكات النظام وسياسته الممنهجة في شن هجمات بمسيرات انتحارية تستهدف المدنيين في الشمال السوري، وتخلف ضحايا وإصابات يومية، وتخلق حالة من التوتر والخوف بسبب التهديد الذي يتربص بهم ويثير الرعب في قلوب المدنيين.
وأكد التقرير الذي اطلعت عليه منصة SY24 أن “الهجمات بالمسيرات الانتحارية تركزت على منطقة الغاب وهو من أخصب المناطق الزراعية في سوريا، ويزرع بالحبوب وخاصة القمح، الغذاء الرئيسي للسكان في سوريا، كما يوجد في المنطقة سد القرقور ويرتاده مدنيون لاصطياد الأسماك، وتهدد هذه الهجمات عدداً كبيراً من العائلات بفقدان مصدر رزقها، سواء الذي يعتمد على الزراعة أو صيد الأسماك أو الرعي”.
كما استهدفت الهجمات مناطق عدة على خطوط التماس أو الملاصقة لها، منها بلدة آفس ومعارة النعسان في ريف إدلب الشرقي و كفرعمة في ريف حلب الغربي.
كما أشار التقرير إلى أن آثار الهجمات لا تقتصر على الخسائر المباشرة في الأرواح والأضرار في الممتلكات، إذ يشكل استهداف البيئات المدنية والقرى والبلدات و المزارعين والمناطق الزراعية ومنطقة سد القرقور، تهديداً لقوت السكان والدخل لعدد كبير من الأسر، ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، بحيث تتأثر قدرة السكان على زراعة المحاصيل الزراعية وتزيد من عرقلة وصولهم إلى الخدمات الأساسية.
وفي ذات السياق وثق الفريق إصابة مدنيان اثنان إثر هجوم لقوات النظام بطائرة مسيرة انتحارية، استهدفتهما بين قريتي الدقماق والمنصورة في سهل الغاب شمال غربي حماة يوم أمس الخميس، وسبقها حالات عدة الأسبوع الماضي منها استهداف طائرة مسيرة انتحارية لقوات النظام سيارة مدنية (صهريج ماء) على الطريق الواصل بين قريتي القرقور وفريكة في ريف إدلب الجنوبي الغربي، يوم الثلاثاء 6 شباط أدت إلى إصابة مدني.
وأظهرت آخر إحصائية لفرق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ 22 شباط عن شن 13 هجوماً بطائرات مسيرة مذخرة انتحارية استجابت لها الفرق، وأدت الهجمات بالمسيرات التي استهدفت المدنيين إلى إصابة 7 أشخاص بينهم أطفال.