عُثر على طفل حديث الولادة موضوع داخل حقيبة سفر في محافظة الرقة شرق سوريا، في حادثة هي الثالثة من نوعها خلال أيام شرق سوريا، الأمر الذي أثار سخط السكان بشكل كبير جدا.
وفي التفاصيل، تم العثور على طفل حديث الولادة موضوع داخل حقيبة سفر في بلدة حزيمة بريف الرقة الشمالي، في حين لم يتم العثور على أي معلومات عن هوية الأم أو الأهل أو سبب تركهم للطفل، وفق أبناء المنطقة.
وتُعد ظاهرة التخلي عن الأطفال ظاهرة مقلقة تتطلب حلولاً جذرية، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات سواء من المنطقة الشرقية أو حتى من مناطق سيطرة النظام السوري مطالبة بوضع حلول جذرية لهذه الظاهرة.
وكان اللافت للانتباه، أن هذه الحادثة الثانية في محافظة الرقة منذ بداية هذا الأسبوع، والثالثة على مستوى المنطقة شرق سوريا بعد العثور على طفل مرمي أمام جامع الدرباسية الكبير بمحافظة الحسكة، بحسب ما أفاد به عدد من الأهالي.
وقبل أيام، أفاد شهود عيان في مدينة الرقة بأن سيدة عشرينية تركت طفلاً رضيعاً عمره ساعات أمام مسجد الشهداء شمالي المدينة، لافتين إلى أن السيدة المجهولة تركت الطفل عند متسولة على باب المسجد، وقالت لها إنها ذاهبة لشرب الماء وستعود سريعاً، ولكنها لم تعد.
وذكروا أن الحادثة وقعت أثناء أداء صلاة العشاء، وعندما خرج الأهالي من المسجد أخبرتهم المتسولة بما حدث، وحاولوا البحث عن المرأة، ولكن لم يجدوها.
وحذّر أبناء المدينة من تكرار حوادث ترك الأطفال أمام المساجد في مدينة الرقة خلال الآونة الأخيرة، مؤكدين أنها ظاهرة جديدة غير مسبوقة في المنطقة، حسب تعبيرهم.
وحول ذلك، رأت الناشطة الإنسانية وفي مجال المناصرة مايا عصملي في حديثها لمنصة SY24، إن “هناك الكثير من الأسباب التي تقف وراء ظاهرة تخلي الأم أو الأهل عن الأطفال حديثي الولادة ومنها الظروف المعيشية الصعبة، حيث يعاني الكثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام أو غيرها من المناطق الأخرى من الفقر المدقع ونقص الموارد وصعوبة تأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يجعل إنجاب طفل عبئًا إضافيًا لا يُطاق”.
ومن الأسباب الأخرى: الحرب وتأثيراتها، الوصمة الاجتماعية، غياب الدعم الاجتماعي، نقص الوعي، حسب الناشطة الإنسانية.
وأنذرت من أن هذه الظاهرة مُقلقة للغاية وتتطلب تدخلًا سريعًا من جميع الجهات المعنية، مشيرة إلى أنه “يجب العمل على توفير بيئة آمنة وصحية لجميع الأطفال، وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية”.
يشار إلى أن منصة SY24 سلّطت الضوء في تقاريرها العديدة حول انتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، في مناطق مختلفة من سوريا، ويعود ذلك لعدة أسباب منها اقتصادية ومنها خشية المجتمع.
وتباينت ردود الفعل حول تلك عبّر كثيرون عن رفضهم لتلك الظاهرة، مؤكدين أنه مهما كانت الأسباب فإنه لا يجب على الأم التخلي عن طفلها ورميه على أرصفة الطرقات أو أمام الأبنية والمساجد.