البيوت البلاستيكية في إدلب.. استدامة وفعالية في الإنتاج الزراعي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بعد إطلاع “أبو فاروق” على عدة تجارب للزراعة داخل البيوت البلاستيكية، قرر تجربة هذه التقنية في أرض استأجرها في منطقة سهل الغاب في إدلب، حيث انتشرت زراعة البيوت البلاستيكية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة في الشمال السوري.

البيوت البلاستيكية تعتبر إحدى الأساليب الزراعية الحديثة، التي تسهم في زيادة كمية الإنتاج وحماية المحاصيل من تقلبات الطقس والآفات والحشرات الضارة.

“أبو فاروق”، البالغ من العمر 45 عامًا وأب لأربعة أولاد، نازح من ريف حماه الشمالي، يقيم في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، وقد استأجر أرضًا لتجربة مشروع الزراعة المحمية بهدف الحصول على دخل مادي جيد، يقول “أبو فاروق”: “حبي للعمل في مجال الزراعة وحرماني من أرضي بعد النزوح، بالإضافة إلى الإنتاج الوفير والعائد المجزي دفعاني لتجربة هذا المشروع”.

تتطلب الزراعة في البيوت البلاستيكية عدة مراحل، بدءًا من تجهيز هيكل البيت البلاستيكي المصنوع من الحديد والنايلون، وحراثة الأرض ورشها بالأسمدة العضوية، وتمديد خطوط التنقيط لري الأرض، استعدادًا للزراعة.

على الرغم من أهمية الزراعة في البيوت البلاستيكية بسبب إنتاج الخضراوات خارج موسمها، إلا أنها تتطلب تكلفة عالية واهتمامًا مستمرًا، حيث يحصل المزارع على محصول وفير، يذكر “أبو فاروق” أن تكلفة بيت بلاستيكي لدونم واحد تصل إلى 6000 دولار أمريكي، بما في ذلك تكلفة الهيكل والأسمدة والبذور ومصاريف الماء والتدفئة.

هناك نوعان من البيوت البلاستيكية المتداولة في الشمال السوري، كما يشرح المهندس الزراعي “موسى البكر”: إن “مواصفات تجهيز البيوت البلاستيكية تختلف، حيث تكون المسافة بين الأعمدة في النظام التركي مترين ونصف، وبين الأقواس خمسة أمتار، وعرضه خمسة أمتار ونصف، بينما في النظام السوري يكون عرضه متران ونصف، وطول الهيكل ثمانية أمتار”.

توفر الزراعة المحمية مجموعة متنوعة من الخضروات على مدار السنة، حيث توجد فترات محددة لزراعتها، “باسل”، البالغ من العمر 36 عامًا ومزارع في مدينة دركوش بريف إدلب الغربي، يشير إلى فترات زراعة الخضراوات خلال العام، قائلاً: “تبدأ الزراعة في شهري السابع أو الثامن، ويتم حصاد المحاصيل في كانون الثاني”.

تعتبر الطماطم من أكثر الخضروات استهلاكًا في الشمال السوري، لذا قرر “باسل” زراعتها، ويصف متعة العمل في هذا النوع من الزراعة، قائلاً: “إن العمل بها ممتع بالإضافة إلى العائد الجيد على الرغم من التكلفة العالية والدورة الزمنية الطويلة مقارنة بالأصناف الأخرى”.

يأمل مزارعو الشمال السوري في زيادة إنتاجهم وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة المحمية، لتلبية احتياجات السوق من الخضار المحلية على مدار السنة.

مقالات ذات صلة