عادت مشكلة تسرب الأطفال من المدارس إلى الواجهة من جديد شرق سوريا، وسط مخاوف وقلق الأهالي على جيل كامل في المنطقة، ما ينذر “بكارثة اجتماعية وتعليمية”.
وكان اللافت للانتباه تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها في ريف الحسكة، حيث يؤكد الأهالي تسرب الأطفال من المدارس لأسباب وعوامل عدة.
ومن أبرز الأسباب وفق عدد من أبناء المنطقة هي الفقر، حيث يُعد الفقر أحد أهم الأسباب الرئيسية لتسرب الطلاب من المدارس، إذ يضطر العديد من الأطفال إلى العمل لمساعدة عائلاتهم في توفير احتياجاتهم المعيشية.
ومن الأسباب الأخرى ضعف البنية التحتية للمدارس، حيث تعاني العديد من المدارس في ريف الحسكة من نقص في المرافق الأساسية مثل الماء والكهرباء والمرافق الصحية، مما يُؤثر على جودة التعليم ويُؤدي إلى تسرب الطلاب.
ووفق ناشطين من المنطقة الشرقية، فإن تضرر المدارس ونقص الخدمات فيها انعكس ليس فقط على الطلاب بل حتى على الكادر التعليمي وخصوصا في قرى متفرقة من ريف الحسكة.
وكان اللافت للانتباه شكاوى الأهالي من إهمال المعلمين لتدريس أبنائهم، مؤكدين أن واقع التعليم سيء جدا وكثير من الطلاب في المرحلة الإعدادية مستواهم التعليمي دون الوسط بشكل ملحوظ جداً، محملين مسؤولية تسرب أولادهم من المدارس وعدم الرغبة بالتعليم للمعلمين في مدارس المنطقة، وفق تعبيرهم.
ونبّه بعض الأهالي إلى أن هناك مدارس تخلو من الطلاب وسط لا مبالاة من الكوادر التعليمية في المنطقة، حسب تأكيدهم.
وذكر آخرون أن في كل منزل من منازل بعض القرى بريف الحسكة هناك طفل أو أكثر متسرب عن مقاعد الدراسة، والسبب هو واقع التعليم المتردي، بحسب كلامهم.
وتعاني العديد من المدارس من نقص في المعلمين المؤهلين، مما يُؤثر على مستوى التعليم ويُؤدي إلى تسرب الطلاب، يضاف إلى ذلك غياب التوعية بأهمية التعليم.
ويؤكد سكان المنطقة الشرقية أن ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس هي ظاهرة خطيرة يجب العمل على معالجتها بشكل فوري، مشيرين إلى أنها تتطلب تعاون جميع الجهات المعنية من حكومة ومنظمات مجتمع مدني وأولياء أمور لتوفير بيئة تعليمية آمنة وفعالة للطلاب.
ومؤخراً، أفاد بعض أبناء المنطقة الشرقية لمراسل منصة SY24، أن “ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس أصبحت إحدى أكثر الظواهر المقلقة في المنطقة لأننا أصبحنا نرى الأطفال يهيمون على وجوههم في الشوارع بحثاً عن عمل أو أحياناً فقط من أجل التسلية”.
ومنتصف العام الماضي، أطلقت العديد من المنظمات المحلية بالتعاون مع لجنة التربية في “الإدارة الذاتية”، العديد من المشاريع والحملات في ريف ديرالزور الشرقي والغربي بغرض الحد من تسرب الأطفال من المدارس، والقضاء على ظاهرة عمالة الأطفال والتقليل من الجهل والأمية المنتشرة في المنطقة بشكل كبير.
