تحت عنوان “أهمية التوعية القانونية للنساء في الشمال السوري” وفقاً لقانون الأحوال السوري الذي يستند إلى الشريعة الإسلامية والسنة النبوية، أقيمت عدة تدريبات قانونية في مناطق متفرقة من الشمال السوري، بدأت منذ منتصف شهر شباط الحالي ومازالت مستمرة حتى اليوم، استهدفت عدداً من النساء شاركن فيها المشاكل القانونية التي تواجههن وكيفية حلها، بمعدل خمسة جلسات تدريبية في كل منطقة.
تقول المحامية المدربة “إلهام سعيد” إن “التدريب شمل عدة محاور مهمة لكل أسرة مثل التعريف بالزواج وشروطه والحقوق الزوجية المترتبة على كل من الزوج والزوجة، وإجراءات تسجيل وتثبيت الزواج والنسب، إضافة إلى التعريف بحقوق الملكية وتوضيح حق المرأة في الميراث الذي تنص عليه الشريعة الإسلامية، كما شملت جلسة خاصة بأحكام الغائب والمفقود والفرق بينهما وكيفية الحفاظ على الأملاك، ووضع زوجة المفقود و الغائب من الناحية القضائية”.
حيث تركت الحرب مئات آلاف الأشخاص المغيبين في سجون النظام، معظمهم مجهولي المصير كما خلفت عشرات الأشخاص المفقودين دون معرفة الجهة وراء اختفائهم، ما أثر بشكل مباشر على زوجة الغائب وحقها في معرفة مصير زوجها إن كان على قيد الحياة أو قتل، وماهي الإجراءات المترتبة على ذلك، حيث واجهت آلاف السيدات تعقيدات كثيرة من الناحية القانونية، حاولت الجلسات التدريبية شرحها بشكل مفصل والإجابة على تساؤلات السيدات الموجودات حسب ما أكدته “السعيد” .
وأضافت في حديث خاص لمراسلة SY24 أن الهدف من التدريبات المستمرة هو التمكين ورفع الوعي القانوني في المجتمع، حيث تم فتح باب المناقشة والحوار خلال الجلسات وتحدثت المشاركات عن التحديات والصعوبات التي واجهتهن ضمن مسيرة حياتهن، واستفسرت كل واحدة منهن عن حلول لمشاكل قانونية متعددة مثل تثبيت الزواج والنسب، وحقوق الملكية وحقوق الزوجة في حال الطلاق وغيرها من المسائل الحياتية المهمة.
على خلفية ذلك، التقت مراسلتنا بالسيدة “بسيمة” إحدى المشاركات التي أكدت أهمية هذه الجلسات بالنسبة لها من ناحية التوعية القانونية لمسائل حياتية مهمة جداً بالنسبة للنساء خاصة في ظروف الحرب والنزوح والتهجير وفقدان الأوراق الثبوتية لكثير من العوائل.
وأضافت مشاركة أخرى أن الجلسات قدمت لها معلومات قانونية كانت تجهلها عن عقد الزواج وأهمية تثبيته في المحاكم الشرعية والطرق التي يجب اتباعها حالياً في حال وجود أطفال وتثبت النسب وغيرها من الأمور الأخرى، كما قدمت المستفيدات استشارات فردية حول عدة مواضيع قانونية منها كيفية نقل الملكية، وتوزيع الميراث وإجراءات البيع والشراء وتثبيتها قانونياً، وغيرها من المسائل القانونية.
وأكدت السيدات المشاركات على أهمية هذه الجلسات وطالبن بأنشطة وتدريبات مماثلة وبشكل دوري في المنطقة، وعليه فقد استمرت الحملة التوعوية في عدة مناطق شمال سوريا، ما يدل على الحاجة الكبيرة لحضور هذه الجلسات التعريفية وأثرها على السيدات في زيادة الوعي القانوني لديهن.
