في الشمال السوري.. ارتفاع أسعار الألبسة الجاهزة يدفع الأهالي نحو التفصيل والخياطة

Facebook
WhatsApp
Telegram

الأسعار المرتفعة لملابس الأطفال الجاهزة المعروضة في محلات بيع الألبسة في إدلب هذا الموسم، دفعت السيدة “ربا كيلاني” 35 عاماً، المقيمة في منطقة عقربات شمال إدلب، إلى اعتمادها على خياطة الملابس لأطفالها عند إحدى الخياطات في المنطقة، بتكلفة تصل إلى نصف تكلفة شراء الملابس الجاهزة تقريباً حسب قولها.

وعادة ما يبدأ موسم التحضير للعيد مع اقتراب شهر رمضان لدى عدد من العوائل، وتهتم النساء بتفاصيل كثيرة قبل وقت، حتى يتسنى لهنّ تجهيز كل شيء دون الإنشغال بتحضيرات العيد الأخرى كحال السيدة “ربا”، حيث تزدحم الأسواق وينتهي الحجز لدى الخياطات في هذا الوقت الذي يعد موسم عمل لهن تماماً

تقول في حديثها إلينا: إنها “بعد جولة في الأسواق القريبة منها، لاحظت ارتفاعاً كبيراً في أسعار فساتين الفتيات الصغار وأطقم الصبيان، فأي قطعة لا يقل ثمنها عن 30 دولار، أي أكثر من ألف ليرة تركية وهناك فساتين وصلت لـ 50 دولار، وهذه الأسعار غير مناسبة لدخل معظم الأسر في الشمال السوري، التي تعاني بالأساس من الفقر وقلة فرص العمل وتدني مستوى الدخل، وبالكاد تستطيع العائلة تأمين قوت يومها.

وعليه استغنت “ربا” عن شراء ملابس لها، وفضّلت أن تُسعد أطفالها الأربعة الصغار بملابس جديدة، إلا أن هذه الخطوة قد تكلفها ضعف راتب زوجها الذي يعمل معلم في أحد المدارس ولا يتجاوز راتبه الشهري 120 دولار، لذا احتالت على ظروفها المعيشية بتأمين كسوة العيد لأطفالها بأبسط التكاليف عن طريق التفصيل تارة، وإعادة تدوير الملابس تارة أخرى، بالوقت الذي تعجز كثير من العوائل عن الالتفات لتلك الأمور أو التفكير بشرائها بسبب سوء حالتهم المعيشية.

بالعودة إلى الخياطة “عبير” 42 عاماً، المقيمة في مدينة سرمدا شمال إدلب، أكدت في حديثها إلينا أنها بدأت باستقبال طلبات زبائنها منذ أيام وتستمر حتى منتصف شهر رمضان، ثم تأخذ قسطاً من الراحة من ضغط العمل، وتلتفت إلى تحضيرات ما قبل العيد.

تخبرنا أن كثيراً من الأمهات يرغبون بتفصيل الملابس لأطفالهن، لسببين أحدهما هو التميز عن باقي القطع المعروضة في السوق والثاني لقلة تكاليفه مقارنة بالألبسة الجاهزة، إذ تبلغ تكلفة تفصيل فستان لفتاة صغيرة نصف ثمن الفساتين في المحلات الجاهزة، وكذلك الحال بالنسبة للفساتين النسائية والعبايات التي تلقى إقبالًا كبيراً من النساء على تفصيلها وخياطتها حسب ما أكدته “عبير” .

وتقول: إن “هذه الفترة تعد موسماً لعمل الخياطات في هذه وتأمين مردود مالي لهن من منازلهن، فجميع النساء اللواتي يتقن الخياطة في المنطقة يعملن في ورش صغيرة داخل منازلهن”.

كما انتشرت بالفترة الأخيرة مهنة “تدوير الملابس” القديمة، ولاسيما لدى قاطني المخيمات من النازحين والمهجرين، وتحويلها إلى قطع صالحة للاستعمال مجدداً، بمقاسات مختلفة وإضافات جديدة تجعلها أجمل على يد خياطات يتقن هذا النوع من التفصيل، إذ لا تتعدى أجرة إعادة التدوير 30 ليرة تركية على القطعة.

يذكر أن أسعار الملابس وخاصة ألبسة الأطفال ارتفعت كثيراً هذا العام وجعلت مسألة التخلي عنها أحد الحلول المتاحة لدى شريحة واسعة من الأهالي في الشمال السوري، وبات شرائها من الكماليات بالنسبة إليهم.

مقالات ذات صلة