تفيد الأخبار الآتية من محافظة الرقة بأنه مع حلول شهر رمضان المبارك، تناشد فئة المدرسين والطبقة الفقيرة في المدينة، الجهات الخيرية والإنسانية شمولهم بالمبادرات والمساعدات التي تُقدم خلال هذا الشهر الفضيل.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الفرق التطوعية الإغاثية وبعض الجهات الطبية، عن مبادرات إنسانية لدعم المرضى والأيتام والأرامل وأصحاب الاحتياجات الخاصة إضافة إلى عوائل المفقودين وعدد من الفئات الأخرى، باستثناء فئة المدرسين أو فئة أصحاب الدخل المحدود جدا أو العوائل المنكوبة معيشيا واقتصادياً.
وأعلنت بعض المراكز الطبية عن تقديم خدماتها بالمجان للفئات التالية في مدينة الرقة، وهي: عائلات الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في المعارك أثناء الحرب ضد داعش، مصابو الحرب، الأشخاص الذين يعملون في خدمة المساجد مثل المؤذنين والأئمة والخطباء، إضافة إلى مُدرّسي القرآن الكريم وعائلاتهم.
ويُعاني المدرسون في الرقة من أوضاع معيشية صعبة، بسبب تدني رواتبهم التي لا تُلبي احتياجاتهم الأساسية، في حين يزداد الوضع سوءًا مع حلول شهر رمضان، حيث ترتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير.
وذكر بعض سكان الرقة أن المعلم وخصوصًا المتقاعد، يُعاني من أوضاع مادية صعبة. فراتبه لا يكفي لتغطية احتياجاته الأساسية، ناهيك عن تكاليف العلاج الطبي خاصةً مع تقدمه في السن.
وأشاروا إلى أن “المعلم بذل جهدا كبيرًا في تعليمنا وتربيتنا، وساهم في بناء الأجيال على مر الزمن، لذا من واجبنا أن نُكرمه ونُقدّر جهوده ونُساعده في تلبية احتياجاته، خاصةً في مجال الصحة، ومن هنا نطالب الجهات المعنية بشمول المعلمين وخصوصًا المتقاعدين، بالمبادرات الطبية والإنسانية والإغاثية التي تُقدمها للمجتمع”.
وفي السياق ذاته، تُعاني الطبقة الفقيرة من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب قلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، ويُصبح الوضع أكثر صعوبةً مع حلول شهر رمضان، إذ تزداد احتياجاتهم من المواد الغذائية الأساسية.
وقال بعض الأهالي إنه يجب علينا أن نُدرك أنّ الفقراء والمساكين والمحتاجين هم بشرٌ كغيرهم، لهم نفس الحقوق والواجبات، فالفقر لا يُقلل من إنسانيتهم ولا يُبرّر إهمالهم أو التمييز ضدهم، حسب تعبيرهم.
وبين فترة وأخرى يتسابق أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء من كافة الفئات والشرائح، لتقديم المبادرات الإنسانية للفقراء في مدينة الرقة وما حولها، وذلك للتخفيف عنهم من الظروف الاقتصادية خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “شهر رمضان يعتبر فرصةً عظيمةً لمساعدة فئة المدرسين والطبقة الفقيرة في الرقة، من خلال تقديم المساعدات والمساندة لهم”.
ورأى أنه من المهم شمولهم بتقديم سلال غذائية لهم، كونها تساعد على توفير المواد الغذائية الأساسية للعائلات الفقيرة، وتخفيف عبء الإنفاق على المدرسين، إضافة إلى تقديم مساعدات مالية ليكونوا قادرين على تلبية احتياجاتهم من مواد غير غذائية مثل الملابس والأدوية.
ومؤخرا ونتيجة للظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها مدينة الرقة، اتجه عدد كبير من معلمي المدينة للبحث عن فرصة عمل إضافية لتغطية تكاليف المعيشة الباهظة.
الجدير بالذكر أن مناطق سيطرة قوات قسد في شمال شرق سوريا تعاني العديد من الأزمات في الكثير من القطاعات الخدمية، والتي أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية للأهالي.