يتواصل الحراك الشعبي الواسع في محافظة السويداء جنوبي سوريا المطالب بالتغيير السياسي وتحسين الظروف المعيشية ومحاربة الفساد، تزامناً مع اتهامات موجهة للأجهزة الأمنية بتفعيل العصابات من جديد في محاولة للتأثير على هذا الحراك.
يأتي ذلك على خلفية عودة نشاط العصابات في السويداء، خاصة في مجال الخطف والسرقة والابتزاز والإتجار بالمخدرات، حيث تتهم بعض الأوساط الأجهزة الأمنية بالتواطؤ مع هذه العصابات، بل وتفعيلها من جديد لضرب الحراك الشعبي.
ويرى البعض أن هدف هذه العصابات هو إثارة الفوضى في المحافظة وخلق حالة من عدم الاستقرار، مما قد يدفع الأهالي للتخلي عن المطالبة بتحسين أوضاعهم، كما تسعى هذه العصابات إلى تخويف المتظاهرين ومنعهم من المشاركة في الاحتجاجات.
وقالت الناشطة السياسية وابنة مدينة السويداء، راقية الشاعر لمنصة SY24، إن “هذه ليست اتهامات وإنما إثباتات، فمنذ عام 2011 وحتى اليوم نحن نعرف لعبة الأجهزة الأمنية التي لم تتغير، ففي أي مكان يكون فيه حراك ضد الأسد أو السلطة تتجه الأجهزة مباشرة لافتعال أعمال تخريبية أو هجوم هنا وهناك واتهام المحتجين بهذه الأفعال حتى تجد لنفسها مبررا للتدخل وقمع أي احتجاج”.
وأضافت أن الأجهزة الأمنية ومنذ بداية الحرك في السويداء تحاول الالتفاف على الحراك، من خلال بث الفتن وشق الصف وبث الإشاعات وغيرها من الوسائل للإجهاز على هذا الحراك”.
وتابعت أنه عندما فشلت كل محاولاتها توجهت صوب العصابات والخلايا التابعة لها لإعطائها أوامر بزعزعة الأمن في المحافظة، مؤكدة أن هذه الألاعيب مكشوفة للمحتجين، ولذا فإن ما يجري هي حقائق وليست اتهامات ودائما ما تفتعل أجهزة الأمن الأحداث الأمنية التي تثير قلق السكان ومخاوفهم وإلصاقها بالمحتجين، وفق تعبيرها.
وأمس الجمعة، سمع صوت انفجار ناتج عن استهداف مبنى التسويات أو صالة 7 نيسان في السويداء بقذيفة أصابت الزاوية الغربية العلوية للمبنى، في الوقت الذي سبب فيه الصوت ذعراً في محيط المكان للأهالي.
وقبل يومين، عاشت مدينة السويداء ليلة وصفها ناشطون بأنها “مرعبة”، حيث شهدت وقوع انفجارات وإطلاق نار نتج عنها إصابات مباشرة في مباني أمنية ومدنية.
ووسط كل ذلك، لم تنقطع المظاهرات عن ساحة الكرامة منذ آب/أغسطس 2023، إذ يُعد يوم الجمعة موعداً ثابتاً للتظاهرات المركزية، التي يحشد فيها الحراك السلمي المئات والآلاف أحياناً، حسب عدد من ناشطي السويداء.