شاب يبدع بصناعة الشرقيات اليدوية في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تحول شغف الشاب “أحمد القادري” البالغ من العمر 36 عاماً، وحبه للشرقيات اليدوية، من هواية في وقت الفراغ بعد عمله في المستشفى بمدينة دركوش، إلى عمل متقن ومصدر دخل له بسبب زيادة الطلب على القطع التي يصنعها، من قبل عشاق هذا النوع من الفن.

تهجر “القادري” مع آلاف الأهالي من منطقة وادي بردى في ريف دمشق إلى الشمال السوري منذ سنوات، واستقر في مدينة دركوش، ومارس عمل التحف منذ عامين بعد أن صمم أول قطعة بمناسبة شخصية له، وكانت بغاية الجمال حسب وصفه، يقول: إنه “يقضي عدة ساعات يومياً في ركن من منزله خصصه لحرفة النحت على الخشب”.

يخبرنا القادري في حديث خاص مع SY24 أن العمل بالخشب وتحويله من بقايا قطع جامدة إلى تحف وصناديق ولوحات متنوعة منها ما خط بالآيات القرآنية الكريمة، ومنها لوحات بالخط العربي، ومنها صناديق صغيرة وغيرها من القطع، جعلته يبدع في المهنة ولاقت منتجاته إقبالاً من قبل الكثيرين، كونها مشغولة بحرفية عالية ومتميزة عن القطع الموجودة في السوق.

تفردت دمشق وريفها بفن صناعة الشرقيات وهو مصطلح ينسب إلى بلاد الشرق يدخل فيه الحرف القديمة، وتختلف من بلد إلى آخر حسب المواد الأولية الموجودة فيها، تصنع يدوياً وتلاقي إقبالاً كبيراً في الداخل وتتم تصديرها إلى الخارج خاصة في دول الخليج.

يقول “القادري”: إنه “بدأ العمل من خلال قصاصات خشبية صغيرة محاولاً أن يصنع منها صندوقاً صغيراً كتذكار في مناسبة خطوبته، خصصه لوضع خاتم الخطوبة، وبعد إنجاز القطعة الأولى، وكانت بغاية الجمال والإتقان ولاقت تشجيعاً له من قبل أصدقائه ومعارفه لمتابعة العمل وصنع تحف أخرى”.

انطلق بالعمل بمعدات متواضعة لا تتجاوز المشرط و(نصل منشار) وطاولة صغيرة وبقايا قطع خشبية يحصل عليها من عند النجار، وخصص زاوية من منزله كورشة صغيرة للعمل، وبدأ بتجارب متنوعة وكانت كل قطعة تتميز عن غيرها رغم فقر الأدوات الموجودة، حسب قوله.

تفنن “القادري” بصنع الصناديق الخشبية الصغيرة، ولاسيما الدائرية منها التي حظيت بإعجاب الكثيرين خاصة أنها تصلح كهدايا مميزة في المناسبات الشخصية مثل النجاح والخطوبة والمناسبات الأخرى.

يقول الشاب: إنه “تمكن بعد محاولات من ثني الخشب بطريقة سهلت عليه العمل رغم صعوبة ذلك ودقة هذه الخطوة، إلا أن الآراء التي سمعها حول إعجابهم بدقة الصنع جعلته يتابع في العمل ويبدع في إنجاز قطع رائعة الجمال، يخبرنا أنه لا ينسَ هذه الجملة التي قيلت له مع إنجاز أول قطعة له “هذه الصناديق لا يليق بها سوى الذهب والألماس” كناية عن جمالها، وكانت دافع لاستمرار بالهواية ووصولها إلى مرحلة الاحتراف.

حاول “القادري” تسويق منتجاته عبر عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي، فخصص صفحة على منصة فيسبوك باسم “إيكيا إدلب” ولاقت إعجاباً مقبولاً وسهلت تواصل الزبائن معه وإنجاز عدد كبير من القطع، ولكن حفاظاً على حقوق الملكية كونها تعود لشركة سويدية غير اسم الصفحة بعد فترة إلى (Ebony damas) بمعنى أبنوس دمشق.

يتوجه كثير من الشبان من بينهم “القادري” إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمنتجاتهم كونها توفر لهم مساحة كبيرة لعرضها وتصل لعدد كبير من الأشخاص بشكل مجاني، خاصة الورش الصغيرة التي تكون في المنزل.

واجه الشاب الثلاثيني صعوبات كبيرة، وقفت عائقاً أمام تطوير عمله يقول: إن “أبرزها عدم وجود المعدات اللازمة التي هي أساس السرعة في إنجاز العمل، فبدل أن تستغرق القطعة الواحدة ساعات قليلة من العمل بوجود المعدات الحديثة، فإنها تأخذ قرابة سبعة أيام لإنتاج القطعة”.

وأضاف أن صعوبة العمل من المنزل هو العائق الثاني الذي واجهه، فضلاً عن عدم قدرته على افتتاح معرض خاص به، لعرض أعماله بشكل واسع لذا كان الحل الوحيد هو التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ما يميز القطع التي يصنعها الشاب أنها مشغولة بدقة متناهية اهتمت بالتفاصيل وجعلت كل قطعة متفردة بذاتها ولا يوجد منها قطعة أخرى، بحيث تكون ملجأ لعشاق القطع النادرة التي تصلح للهدايا الشخصية المتميزة عن الهدايا الموجودة في السوق والمحلات التجارية.

مقالات ذات صلة