شهدت البادية السورية مؤخرًا تصعيدًا ملحوظًا في الأحداث تميز بتعزيزات عسكرية ضخمة لميليشيا لواء القدس، تزامنًا مع ضربات جوية روسية مكثفة على المنطقة بغية استهداف مخابئ تنظيم داعش.
وأثار إرسال هذه التعزيزات تساؤلات حول دوافع هذه التعزيزات ودلالاتها، بالتزامن مع النشاط الملحوظ لتنظيم داعش في المنطقة.
وحسب الأنباء الواردة من البادية السورية فإن ميليشيا لواء القدس المدعوم من روسيا حاليا وسابقاً من إيران، دفعت بعدد كبير من عناصرها إلى منطقة البادية السورية، قبل يومين، وذلك بحجة محاربة داعش في المنطقة.
ويبلغ عدد العناصر التي وصلت إلى البادية نحو 7000 عنصر من ميليشيا لواء القدس، مجهزين بأسلحة روسية حديثة (بنادق وتجهيزات) وواقيات من الرصاص.
وشنت القوات الجوية الروسية غارات مكثفة، خلال الأيام القليلة الماضية، على مواقع تنظيم داعش في البادية السورية، تزامنًا مع وصول تعزيزات لواء القدس، بهدف إضعاف قدرات داعش وتسهيل تقدم ميليشيا لواء القدس في المنطقة.
وحول ذلك، قال الناشط السياسي محمود أبو يوسف المهتم بملف البادية لمنصة SY24، إن “التعزيزات تقف وراءها عدة أسباب، منها إيهام النظام وحلفائه أن الحروب الجانبية (غزة) من شأنها أن تساعد على تنامي نشاط المنظمات المتطرفة في المنطقة كتنظيم داعش الذي تم تشكيل تحالف دولي لمواجهته، وأن التنظيم يستفيد من الحروب البينية للأطراف التي تشارك في مواجهته كالضربات الأمريكية التي تشنها على الميليشيات الإيرانية باعتبار إيران قدمت نفسها الى جانب روسيا والنظام كمحاربة للإرهاب (داعش)”.
وأضاف أن “من الأسباب أيضا تخويف السكان المحليين من داعش، وبالتالي يتخوفون على حياتهم من هجماته إن فكروا بجني ثمار الكمأة من البادية، وبالتالي تستثمر ميليشيات النظام في هذا الجانب بمفردها”.
وفي السياق، ذكرت مصادر ميدانية متطابقة أن تعزيزات ميليشيا لواء القدس وصلت إلى مدينة تدمر وتوزعت ضمن نقاط عسكرية ومواقع على امتداد المنطقة، من مدينة تدمر وحتى محافظة دير الزور ضمن البادية السورية، مبينة أن وصولها يأتي للحد من هجمات تنظيم داعش.
وبمقابل تلك التطورات، بدأت ميليشيا الدفاع الوطني بحملة تمشيط ضد خلايا تنظيم داعش في بادية بلدة المسرب بريف دير الزور الغربي.
وسبق هذه الحملة بأيام، العثور على 8 جثث لعناصر ميليشيا الدفاع الوطني مقتولين بالرصاص على أطراف جبل البشري غربي دير الزور، حيث فقد الاتصال بالعناصر يوم 21 من الشهر الماضي.
وأفادت مصادر ميدانية أخرى بمقتل عنصر لقوات النظام السوري في منطقة مفرق البو حمد التابعة لمدينة معدان شرق الرقة، حيث أشارت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش وخلاياه بالوقوف وراء مقتله.
الجدير ذكره، أن قوات النظام باتت اليوم في مأزق كبير في البادية، وبالتالي من الممكن أن تتخبط تلك القوات بشكل كبير جدا في الأيام القادمة وستعيش حالة من الإرباك، لأن التنظيم بدأ يزيد من أعداده ويكثف من عملياته.