يقضي “سامر” معظم وقته في صيد الطيور، حيث يخرج كل صباح إلى الجبال والحقول، يصطاد أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة والمقيمة، فهذه هوايته المفضلة منذ وقت طويل، ويعمل على تطويرها بين الحين والآخر.
ينشط موسم صيد الطيور في شمال سوريا بداية تشرين الثاني، وتستمر إلى أواخر شهر شباط، وهو موسم هجرة الطيور من الدول الباردة كأذربيجان وأرمينيا وروسيا إلى المناطق الأكثر دفئاً في جنوب تركيا وشمال سوريا.
“سامر” 37 عاماً، أبٌ لأربعة أطفال، يقيم في مدينة دركوش غربي إدلب بعد أن نزح من ريف معرة النعمان، اعتاد على صيد الطيور منذ صغره، حيث كان يرافق والده في رحلة الصيد ويساعده في إعداد الشبك والطعم لها.
اختار “سامر” مدينة دركوش مكاناً يستقر به بعد نزوحه، وذلك ليكون على مقربة من مكان تواجد الطيور في بساتين الحمضيات والجبال المرتفعة، يحدثنا عن أنواع الطيور التي يصطادها، فيقول: “السّمانى والبط والإوز والحجل والعصفور الدوري والقنبر هي من أكثر أنواع الطيور الموجودة في المنطقة والتي أصطادها بشكل دائم”.
تتطلب مهنة الصيد الكثير من الصبر والخبرة إضافة إلى الحظ”، حسب تعبير “سامر”.
تعددت وسائل الصيد بين الشرك والدبق ومكنة الصوت، إضافة إلى البندقية، “علي” 31 عاماً، أبٌ لطفلتين، يسكن في ريف جسر الشغور، أقبل على فكرة صيد جديدة، يحصل من خلالها على صيد ما يقارب 100 طير في كل رحلة.
يحدثنا عن تلك الطريقة فيقول: “أمد شِباك صيد الطيور الشفافة بين الأشجار وعلى ارتفاع ثلاثة أمتار، وأضع قربها قفصاً بداخله طائر (الحسون) ليجذب بصوته العذب الطيور العابرة من المنطقة وتقع في الشبكة”.
ينتظر “علي” ساعات طويلة ليجمع كمية أكثر من الطيور، ثم يسحب الخيط الذي مده إلى الشبكة، ويحكم إغلاقها بعد أن حبس الطيور داخلها.
يغتنم الصيادون هذه الهواية في تأمين مصدر رزق لهم، “محمد” 42 عاماً، أبٌ لستة أولاد، يسكن في منطقة سهل الغاب، يصطاد الطيور النادرة ويبيعها في الأسواق، يحدثنا عن أسعار بعض الطيور التي يصطادها فيقول: “الحسون والكناري حيث يباع الواحد منها بين 100 و400 دولار أمريكي، وذلك حسب لونه وعمره ونوعه”.
يفضل “محمد” اصطياد طائر (السّمانى) كل فترة، وذلك بسبب طعم لحمه اللذيذ والمحبب لعائلته، ليكون وجبة دسمة لهم في المساء.
رغم ظروف الحرب التي يعيشها سكان المنطقة إلا أن هواة الصيد في إدلب يمضون أوقات طويلة في ممارسة هذه الهواية التي طالما تعلقوا بها.