تضاربت الأنباء الواردة حول حقيقة القتلى الذين سقطوا من جراء هجوم مسلح استهدف عمال جمع مادة الكمأة في البادية السورية بريف دير الزور.
ففي وقت تناقلت فيه مصادر ميدانية متطابقة أن أعداد القتلى تجاوز الـ 40 قتيلاً إضافة إلى عدد من المصابين والمفقودين، ذكرت مصادر تابعة للنظام السوري أن عدد القتلى وصل إلى 2 من المدنيين فقط إلى جانب عدد كبير من المفقودين.
كما تباينت الروايات حول الجهة التي نفذت الهجوم المسلح، إذ أفادت بعض المصادر بأن تنظيم داعش شن هجوماً مسلحاً استهدف عمال جمع الكمأة في بادية دير الزور وقتل وخطف عددا منهم، في حين رجّحت أخرى وقوف الميليشيات الإيرانية وراء الهجوم نتيجة صراع وخلافات حول محصول وعائدات مادة “الكمأة”.
وأضافت مصادر أخرى أن داعش أقدم على حرق سيارة واستهداف سيارتين وخطف عدد من العمال، لافتين إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين داعش وميليشيا الدفاع الوطني ولواء القدس، مما أدى إلى مقتل اثنين من ميليشيا الدفاع الوطني.
بعض الناشطين من أبناء المنطقة الشرقية ذكروا أن الأخبار التي تتحدث عن أعداد القتلى بــ 50 و 40 غير صحيحة، لافتين إلى أن الضحايا هم من المدنيين أحدهم من مدينة دير الزور و2 من بلدة عياش بالريف الغربي لدير الزور، حسب تعبيرهم.
من جهتها، مصادر النظام لفتت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، تداولت أنباء عن مجزرة كبيرة نفذها تنظيم داعش بحق مدنيين أثناء جمعهم فطر الكمأة في منطقة كباجب جنوب غربي دير الزور، بينما أشار مدير صحة دير الزور إلى وصول جُثمان شخص واحد إلى إحدى المستشفيات.
ونقلت عن شيخ عشيرة “البوسرايا” تأكيده مقتل مدنيين اثنين على الأقل، إضافة لفقدان الاتصال مع آخرين، إضافة إلى تأكيده أن مسلحي التنظيم أحرقوا 12 سيّارة كانت متوقفة بعيداً عن مكان الهجوم.
وفي السياق، لفتت مصادر أخرى إلى ارتفاع حصيلة الهجوم المسلح الذي استهدف عناصر ميليشيا “البوسرايا” الموالية لإيران والنظام في كباجب بدير الزور إلى 44 قتيلا و37 مصابا و11 مفقودا نتيجة استهداف 12 حافلة، وفق تقديراتها.
وحول ذلك، أوضح الباحث في الشأن العسكري والسياسي والمطلع على ملف البادية وأحداثها، رشيد حوراني لمنصة SY24، أنه تنتشر في البادية بشكل كبير الميليشيات الإيرانية وبناء على ذلك فإنه من المفترض أن تعمل على حماية المزارعين وخاصة أن معظمهم من أبناء المنطقة، سيناريو استهداف المزارعين يتكرر هذا العام كما تكرر العام الماضي، لذلك فمن الواجب من يسيطر على المنطقة أن يتخذ الإجراءات الخاصة بتأمينها، وبالتالي فإن الهجمات التي يتعرض لها المزارعون هي عبارة عن تبادل أدوار بين داعش والميليشيات الإيرانية، ويستفيد كلا الطرفين من الحرب المشتعلة في غزة، وخاصة إيران، لتعمل على إيصال رسالة مفادها أن الإرهاب سينمو في حال فتح جبهات جانبية، وتُصدر نفسها كقوة محاربة للتطرف”، مضيفا “أمّا داعش فهو يستفيد من هذه الظروف لتحقيق مكاسب مرحلية وتوسيع سيطرته بالتدريج”.
وكان اللافت للانتباه أن هذا الهجوم في البادية السورية ضد عمال جمع الكمأة والميليشيات التي تشرف عليهم هو الرابع من نوعه منذ مطلع آذار/مارس الجاري، إضافة إلى الكثير من الهجمات التي يشنها تنظيم داعش ضد الميليشيات وقوات النظام وقوات قسد منذ مطلع العام الجاري، في نشاط غير مسبوق للتنظيم في منطقة البادية السورية، بحسب مراقبين.