مع حلول شهر رمضان المبارك تتعالى الأصوات من سكان مدينة الرقة شرقي سوريا، مطالبة التجار بخفض أسعار السلع الأساسية لتتناسب مع قدرة السكان الشرائية.
وتأتي تلك الدعوات في وقت تعاني فيه مدينة الرقة من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، بالتزامن مع الغلاء وارتفاع معدلات البطالة بشكل ملحوظ.
وشكا كثيرون من جشع بعض التجار واحتكار سلع غذائية رئيسية بهدف طرحها في السوق في الوقت المناسب وبالسعر الذي يريدون، حسب تعبيرهم.
وأشاروا إلى أن هؤلاء التجار يرفعون أسعار السلع مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وفي حال انخفاض سعر الصرف تبقى الأسعار على حالها دون أي انخفاض.
ويتراوح سعر صرف الدولار في أسواق الرقة بين 14400 ليرة سورية للمبيع، و14200 ليرة سورية للشراء، واليورو بين 15800 ليرة سورية للمبيع، و15700 ليرة سورية للشراء، والليرة التركية بين 450 ليرة سورية للمبيع، و430 ليرة سورية للشراء.
ولفت الأهالي إلى أنه مع بداية شهر رمضان سوف يزداد الضغط على الأهالي لتوفير احتياجاتهم من السلع الأساسية، في حين دعت العديد من الجهات من بينها فعاليات مدنية وشخصيات اجتماعية، التجار إلى خفض أسعار السلع الأساسية تخفيفاً على الأهالي.
وعبّر عدد من سكان المدينة عن استيائهم من بدء ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في أسواق المدينة، مشيرين إلى مسارعة التجار لرفع الأسعار فور سماعهم بحلول شهر رمضان.
وأضافوا أنه في شهر رمضان المبارك يقوم بعض التجار برفع أسعار السلع بشكل غير مبرر، مستغلين زيادة الطلب في هذا الشهر الفضيل، مؤكدين أنه يقع عبء هذه الأسعار المرتفعة على كاهل الفقراء، الذين يزداد ضيقهم المادي في هذا الشهر، بحسب رأيهم.
وحسب الأسعار في أسواق مدينة الرقة، وصل سعر كغ البندورة إلى 9000 ليرة سورية، في حين أن سعرها في مدين دير الزور 8000 ليرة سورية، ووصل سعر كغ البطاطا الحلوة في الرقة إلى 3500 ليرة سورية، والمالحة 5000 ليرة سورية، وكغ الخيار 7000 ليرة سورية، والملفوف 3000 ليرة، والزهرة 5000 ليرة سورية، ودبس بندوة 3 علب بـ 17 ألف ليرة سورية، والتمر 5 كغ بـ 96000 ليرة سورية، إضافة لارتفاع أسعار البرغل والرز والسمنة وتسعير بعض المواد بالدولار.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، كثّفت ضابطة حماية المستهلك في الرقة من دورياتها المسائية والصباحية في الأسواق، بحسب مجلس الرقة المدني.
وتهدف هذه الدوريات إلى التأكد من: صلاحية المواد الغذائية، وجود لوائح أسعار واضحة، الالتزام بقواعد النظافة العامة.
ولوحظ خلال الجولات: توفر المواد التموينية بشكل كبير في الأسواق، وجود تفاوت في الأسعار بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.
الجدير ذكره، أن من أبرز مخاوف السكان في شهر رمضان وغيره من الأشهر، هو انتشار المواد الفاسدة في الأسواق نتيجة سوء التخزين، حيث يتم بين فترة وأخرى ضبط مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية، الأمر الذي يتطلب من دائرة حماية المستهلك تكثيف الدوريات طيلة شهر رمضان.
ووسط كل ذلك، يؤكد سكان الرقة أن شهر رمضان يُشكل فرصة للتجار لإظهار التكافل الاجتماعي والمساهمة في تخفيف الأعباء عن الأهالي، في حين تبقى الدعوات لخفض أسعار السلع الأساسية مطلباً ملحاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مدينة الرقة خصوصا والمنطقة الشرقية عموماً على أمل أن تلقى آذاناً صاغية منهم.