تحديات الأمومة والعمل.. كيف تمضي الأمهات الموظفات شهر رمضان؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يعد شهر رمضان أكثر أيام السنة التي تكثر فيها أعباء الحياة لدى السيدات بشكل عام، والأمهات الموظفات بشكل خاص، ففيه تتضاعف واجباتها المنزلية بسبب التزامها بوقت محدد لوجبات الطعام، إضافة إلى الولائم المتعددة لأقارب العائلة طيلة الشهر.

تتمنى المعلمة “إيمان” أن تحظى بإجازة خلال شهر رمضان، وذلك بسبب صعوبة التوافق بين عملها المتعب وواجبات منزلها.

“إيمان” 31 عاماً، أم لأربع فتيات، معلمة لغة إنكليزية، تسكن في قرية (بزابور) جنوبي إدلب، تتمنى لو أنها تحصل على إجازة مفتوحة طيلة الشهر الفضيل، وذلك بسبب طبيعة عملها المتعبة التي ترهقها بشكل غير طبيعي خلال صومها، تحدثنا عن مشقة عملها، فتقول: “يتوجب علي الاستيقاظ باكراً، إضافة إلى أربع ساعات من التدريس المتواصل، وهذا ما يرهق جسدي، ويجبرني على التقصير في واجبات منزلي”.

تعود “إيمان” إلى بيتها في وقت الظهيرة كباقي المعلمات اللواتي يعملن في الفترة الصباحية، فتجد منزلها كما تركه في الصباح يحتاج إلى ترتيب وتنظيف إضافة إلى طبخ عدة أطباق على مائدة الإفطار وذلك ضمن وقت محدد يكاد يكفيها لكل هذا العمل.

“إيمان” تشير إلى أن مساعدة زوجها توفر عليها الكثير من الجهد والوقت، فهو يعتني بأطفاله، ويحضر معها بعض المقبلات على مائدة الإفطار كالسلطة والفتوش.

تتميز الأجواء الرمضانية عن غيرها من شهور السنة فهي توفر فرصة لاجتماع العائلة على مائدة واحدة، لكن هناك مهناً كثيرة تحرم أصحابها من لذة تلك العادات والطقوس، “رانيا” 45 عاماً، أمٌ لستة أولاد، تسكن في مدينة إدلب، وتعمل مع إحدى المنظمات الإنسانية في إعداد وجبات الإفطار، وتشارك حملات (إفطار صائم للأطفال اليتامى).

تحدثنا عن طبيعة عملها فتقول: “يبدأ عملي في الساعة العاشرة صباحاً، أطبخ مع زملائي عدة وجبات، ثم نخرج لتوزيعها في إحدى المخيمات، وبعضها الآخر يترك لإفطار الأطفال اليتامى الصائمين ضمن حملة إفطار صائم”.

تضطر “رانيا” إلى الإفطار خارج منزلها بعيدة عن لمة عائلتها، فيما تقوم ابنتها البالغة من العمر 16 عاماً في إعداد بعض المقبلات إلى جانب الطعام الجاهز الذي يكون وجبة إفطار المعتادة طيلة الشهر.

تعتمد “رانيا” على السهر لوقت متأخر من الليل، وهي تعمل على تحضير بعض الأطباق التي تحتاج لوقت طويل في إعدادها، تقول: “هي الطريقة الوحيدة تحظى عائلتي بطبخ منزلي بدلاً من الطعام الجاهز كل يوم”.

تعاني الكثير من السيدات الموظفات من حالة ارتباك شديد خلال شهر رمضان، وذلك بسبب اختلاف مواعيد طعام عائلتها، وقلة نومها، ومضاعفة مهامها اتجاه زوجها وأطفالها، إضافة إلى ضغوطها النفسية والمادية.

مقالات ذات صلة