استجابة معدومة لمطالب أهالي مدينة “دوما” أكبر مدن الغوطة الشرقية بدمشق، بترحيل مكب النفايات من المنطقة، وتنظيفها من المخلفات الضارة التي باتت خطراً يهدد المواطنين نتيجة الأمراض التي يسببها لهم ولسكان المناطق القريبة منها.
وحسب ما تابعته منصة SY24 فإن مدينة “دوما” تشهد إهمالاً مقصوداً في الخدمات العامة من قبل حكومة النظام فضلاً عن تردي الوضع الصحي والتعليمي في المنطقة منذ عدة سنوات بسبب حقد النظام على الأهالي الذين خرجوا ضده في أول أيام الثورة 2011.
على خلفية ذلك، علت أصوات الأهالي مطالبة بإيجاد حل جذري للنفايات المتراكمة في المنطقة، التي تسببت بانتشار القوارض والحشرات وظهرت عدة أنواع من الأمراض الفيروسية والمعدية أصابت الأهالي ولا سيما الأطفال، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة منها والتي تزيد من معاناة مرضى الربو التحسسي.
وذكر عدد من الأهالي لوسائل إعلام محلية، أن المكب أصبح بؤرة موبوءة بالأفاعي والحشرات والقوارض، وملجأً للكلاب الشاردة والتي تشكل تهديداً خطيراً على حياة السكان والأطفال، حيث سجلت الأشهر الماضية عدة حوادث لهجوم الكلاب على المدنيين، دون القدرة على وضع حدٍ للقضاء عليها رغم كثرة الشكاوى المقدمة للمجلس المحلي ومحافظة ريف دمشق.
ليست مدينة “دوما” وحدها التي تعيش أوضاعاً خدمية مزرية، بل رصدت منصة SY24 في تقاريرها السابقة أوضاعاً مماثلة في عدة قرى وبلدات بالغوطة الشرقية وريف دمشق، والتي تعاني من انعدام شديد في الخدمات العامة، أبرزها إزالة الأوساخ من الأحياء والطرقات العامة، بعد أن فاضت بها الحاويات دون أن تتدخل البلديات وترحلها إلى مكبات خاصة بها بعيدة عن المناطق السكنية.
حيث ذكر المراسل أن أهالي قرى بيت سوى وحوش نصري وحوش الفارة، تشهد انعداماً كبيراً في قطاع الخدمات منذ أكثر من ثلاثة سنوات، أبرزها انتشار القمامة والأوساخ في الطرقات العامة والفرعية وبين المنازل السكنية، والتي تعد من المناطق المنكوبة، منذ سيطرة قوات النظام على الغوطة باعتبارها أماكن نائية وبعيدة عن مراكز المدن الكبيرة، مثل مدينة دوما وعربين وكفربطنا.
كل تلك الأوضاع المزرية، لم تشفع للأهالي الذين قدموا العديد من الشكاوى إلى مجلس محافظة ريف دمشق، لحل مشكلة القمامة، وتقديم الخدمات الضرورية والسريعة لتجاوز الكارثة، كما أنها لم تلقَ آذاناً صاغية لدى المسؤولين.
كما تشهد بلدات جنوب دمشق تراكم النفايات والأوساخ في مداخل الحارات الشعبية والطرق العامة، التي باتت أشبه بمكب نفايات مصغر في المنطقة، وتبقى لعدة أسابيع دون ترحيلها بالسيارات المخصصة لذلك عن طريق البلدية، وسط مناشدات كثيرة للمعنين من الاهتمام بالمنطقة والقيام بواجبهم الخدمي اتجاهها.
يذكر أن استمرار الوضع على هذا الحال، سبب أضراراً كبيرة على أهالي تلك المناطق بسبب انتشار النفايات وتراكمها وانتشار القوارض والحشرات المسببة للأمراض والرائحة الكريهة، وظهرت عدة أنواع من الأمراض الفيروسية والمعدية، أصابت الأهالي ولا سيما الأطفال، خاصة منذ جائحة كورونا، ومازالت الظاهرة مستمرة حتى اليوم مع انتشار مرض الكوليرا.