بين غلاء المعيشة وانخفاض الأجور.. كيف يتحمل سكان الشمال أعباء الحياة؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تتصدر قائمة الأسعار المعدّلة واجهة محل “أبو عبدو” في منطقة كفر لوسين شمال إدلب، المخصص لبيع الخضار والفاكهة، يقول في حديثه إلينا: إن “الأسعار غير ثابتة ومرتبطة بسعر صرف الدولار الذي يرتفع بين الحين والآخر ما يجعله يغير الأسعار بشكل دائم ويخضعها للحساب وفق سعر التصريف الحالي”.

حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية في الشمال السوري بشكل عام تزامناً مع قدوم شهر رمضان، ما شكّل عبئاً على معظم العوائل خاصة وأن مصاريف العائلة تزداد خلال هذا الشهر.

رصدت منصة SY24 أسعار عدد من الخضار بتسعيرة اليوم، حيث وصل سعر كيلو البندورة إلى 25 ليرة تركية، والخيار 30 ليرة وحزمة البقدونس 5 ليرات وكيلو الخس 13 ليرة والباذنجان 35 والبطاطا 13 ليرة، تقول السيدة “فاطمة أسعد” ربة منزل مقيمة في بلدة عقربات شمال إدلب: إن “تكلفة صحن من السلطة  لعائلتها اليوم تصل أكثر من نصف أجرة زوجها العامل، الذي يتقاضى 100 ليرة فقط يومياً في عمله بأحد أفران المنطقة”.

بحسبةٍ بسيطة أجرتها” فاطمة” تخبرنا أن تكلفة الخضار اللازم لتحضير السلطات في وجبة الإفطار باعتبارها طبقاً أساسياً على المائدة لدى معظم الأسر، تتراوح بين 50_70 ليرة حسب الكمية وعدد أفراد الأسرة، وهذا ما جعلها تستغني مبدئياً عن تحضيره إلى حين انخفاض أسعار الخضار.

تخبرنا السيدة أنها ومعظم جاراتها أصبحن يعتمدن على آلية التوفير والتقنين في إعداد وجبات الإفطار، أو الاستغناء عن كثير من الأصناف في ظل موجة الغلاء الذي تشهده البلاد.

حيث لا يتناسب معدل الإنفاق لغالبية الأهالي في الشمال السوري مع الدخل اليومي ولاسيما عمال المياومة وذوي الدخل المحدود، وسط انخفاض أجور العمال، حيث إذ تصل متوسط آجرة عمال المياومة في إدلب مابين 100_ 150 ليرة فقط، أي مايعادل أقل من خمسة دولار وهي غير كافية لتحضير وجبة طعام وطبق من السلطة أو الفتوش للعائلة

ويشكل الغلاء المعيشي أبرز التحديات التي تواجه الأهالي هذه الأيام، خاصة في رمضان إذ تزداد المصاريف اليومية للعائلة، وسط ارتفاع تدريجي بالأسعار وانخفاض قيمة الليرة التركية المتعامل بها في مناطق الشمال السوري أمام سعر صرف الدولار، والذي وصل اليوم إلى أكثر من 33 ليرة للدولار الواحد، ما أثر على حركة البيع والشراء وتسبب بجمود في الأسواق، وسط انخفاض الأجور وتدني مستوى الدخل لغالبية السكان في المنطقة.

على خلفية ذلك تتعالى الأصوات في جميع المناطق منددة بالواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي ظل الأزمات التي تتفاقم يوما بعد يوم، مشيرة إلى أن تكلفة المعيشة للأسرة الواحدة في سوريا أصبحت من أعلى التكاليف في العالم، وسط تخفيض في المساعدات الإنسانية والإغاثية مؤخراً مايندز بكارثة قريبة تهدد الأهالي ولاسيما النازحين.

مقالات ذات صلة