تعاني “ثناء” من داء السكري الغير منضبط في أغلب الأحيان، وهذا ما يجبرها على الإفطار خلال شهر رمضان حسب استشارة طبيبها، تحاول اتباع وقاية قاسية لكى تخطى بصيام نهارها وتبقى محافظة على مستوى السكر لديها.
يعتبر صوم شهر رمضان تحدياً كبيراً عند مصابين الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب وغيرها من الأمراض الكثيرة، ذلك بسبب التغيير الذي يطرأ على العادات اليومية للمرضى بما يتعلق بوجبات طعامهم وشرابهم وأدويتهم.
“ثناء” 45 عاماً، أم لستة أولاد، تسكن في جبل الزاوية، تشكو من ارتفاع مستوى السكر بشكل مستمر، وهذا ما يسبب لها مضاعفات شديدة خلال صومها، بعد استشارة طبيبها عمدت إلى تغيير مواعيد جرعة أدويتها، إضافة إلى التزامها بطعام محدد يناسب مرضها.
تخبرنا عن صعوبة صومها بعد مضي ستة أيام من شهر رمضان، فتقول: “أفطرت يوماً واحداً فقط، وذلك بعد أن أصبت بحالة خفقان شديد في القلب، وباقي الأيام صائمة رغم من أعانيه من عطش شديد وصداع”.
ينصح الأطباء في زيارة المرضى لهم قبيل شهر رمضان وذلك لتقييم حالتهم المرضية وإخبارهم بضرورة إفطارهم أو إمكانية صومهم.
في لقاء خاص لمنصة SY24 مع الطبيب “محمد رائد الحمدو” أخصائي داخلية، شدد على ضرورة مراجعة المرضى قبل شهر رمضان لتقييم الحالة، وقال أن ” لكل مريض خصوصيته، من حيث شدة الحالة وظهور مضاعفات وتاريخ الإصابة، لهذا لا يمكنني تحديد إفطار المريض إلا بعد تشخيص حالته”.
يعد مرض السكري من أكثر الأمراض المنتشرة لدى كبار السن والشباب أيضاً، وذلك بسبب نقص إفراز هرمون الإنسولين، أو تراجع قدرة الجسم على استخدامه بفعالية، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز أو السكر في الدم.
يشير الطبيب “محمد رائد الحمدو” إلى أن لمرض السكري نوعان، يحدثنا عنها فيقول: ” النوع الأول: وهو السكر الشبابي الذي يصعب ضبط مستوى السكر فيه، فمن الضروري إفطار مرضى السكري من النوع الأول”.
“أما النوع الثاني فهو يتطلب مراجعة المريض لطبيبه، لتحديد مواعيد العلاج مع مراقبة مستوى السكر خلاله صيامه”، حسب ما أضاف الدكتور محمد.
يختم الطبيب “محمد” حديثه قائلاً: “من الضروري انتظام تناول الأدوية وفقاً لتعليمات الطبيب، إضافة إلى تجنب الإفراط في تناول الطعام والحلويات خصوصاً، ومواصلة النشاط البدني في المساء، أيضاً الإكثار من شرب السوائل خلال الليل”.