أثارت محاولة اغتيال إمام مسجد “المصلى” ومدير الأوقاف في مدينة الميادين بريف دير الزور، سخطاً شعبياً واسعاً بين أبناء المدينة.
وحسب الأنباء الواردة من الميادين، فقد نجا إمام مسجد “المصلى” من محاولة اغتيال بالرصاص المباشر أثناء خروجه من صلاة التراويح، وسط اتهامات طالت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”.
وذكر شهود عيان أن إمام المسجد تم استهدافه من قبل مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية ويرتديان لباساً عسكرياً، لافتين إلى إصابة الإمام بطلقين ناريين.
وأضافوا أن المهاجمين حاولا العودة لاستهدافه مرة ثانية لكن المصلين قاموا بمطاردتهم، حيث فرّ المسلحون باتجاه مقر عسكري لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” على أطراف المدينة.
وأرجعوا دوافع الاستهداف أو محاولة اغتياله إلى رفض الإمام للتشيّع في المنطقة ورفضه إلقاء خطبة الجمعة بحسب الخطبة الصادرة عن المركز الثقافي الإيراني، إلى جانب رفضه الالتزام بإيقاف مكبرات الصوت عن العمل أثناء صلاة التراويح.
وعقب هذه التطورات بدأت تشهد مدينة الميادين غضباً شعبياً على خلفية استهداف الإمام، في حين هدد السكان بالتصعيد والتظاهر أمام المقرات التابعة للميليشيات الإيرانية بدير الزور، وفق أبناء المنطقة.
ورأى الناشط السياسي محمود أبو يوسف (الذي أدى الخدمة الإلزامية في فترة سابقة في دير الزور) في حديثه لمنصة SY24، أن هذه الحادثة تُظهر تزايد التوتر بين السكان المحليين والميليشيات الإيرانية في دير الزور، مبينا أن محاولة اغتيال إمام المسجد رسالة تهديد واضحة لأي شخص يعارض النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأعرب أبو يوسف عن اعتقاده بأنه من المرجح أن تؤدي هذه الحادثة إلى تصعيد الاحتجاجات ضد الوجود الإيراني في دير الزور، حسب رأيه.
ولفت إلى أن حادثة الاغتيال هذه يمكن اعتبارها نقطة تحول في العلاقة بين السكان المحليين والميليشيات الإيرانية في دير الزور، الأمر الذي يسلط الضوء على مخاطر النفوذ الإيراني في سوريا.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية تقوم ومنذ عدة أسابيع بممارسات تتمثل في حملة تفتيش غريبة من نوعها في منطقة الميادين ومناطق متفرقة أخرى من دير الزور، إضافة إلى شن حملة دهم واعتقالات طالت عددا من العناصر السوريين المنتسبين لها.