هزت فاجعة كبيرة مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي صباح اليوم الإثنين 18 آذار، إثر وفاة خمسة أطفال وإصابة ثمانية آخرين بينهم معلمة بجروح خطيرة، جراء انهيار جدار إسمنتي على خيمة قماشية تستخدم كمركز لتعليم الأطفال وتحفيظ القرآن، وذلك بعد ليلة ماطرة أدت إلى تصدع الجدار وانهياره، حسب ما أكده مراسلنا في المنطقة.
وقال “محمد رجب” متطوع في الدفاع المدني السوري في حديث خاص لمنصتنا : إنه “صباح اليوم استجابت فرق الدفاع لكارثة كبيرة في مدينة سرمدا، حيث تسبب انهيار جدار مستودع للحبوب على خيمة تعليمية داخل بناء روضة خاصة في المدينة، بسبب ضغط أكياس القمح والأعلاف داخل البناء، أدت إلى وفاة 5 أطفال كحصيلة أولية وإصابة 8 آخرين إثر انهيار الجدار، حيث قامت فرق الإنقاذ بإسعاف المصابين وانتشال جثامين بعض الوفيات إلى المشافي القريبة”.
وأكد “الرجب” أن حوادث الانهيار تكررت في المنطقة بشكل واضح منذ العام الماضي إثر تعرض شمال غرب سوريا إلى زلزال مدمر تسبب بكارثة إنسانية ضخمة في السادس من شباط 2023، الذي خلف آلاف الضحايا والمصابين آنذاك، وعلى إثره أصبحت كثيراً من الأبنية السكنية معرضة للتصدع والسقوط بفعل العوامل الجوية من أمطار وعواصف كما حدث الآن في مدينة سرمدا.
كما أثر القصف المستمر الذي تتعرض له مدن وبلدات الشمال السوري من قبل الطيران الحربي التابع لقوات النظام وحلفائه الروس والميليشيات الإيرانية، إلى تصدع البنية التحتية وانهيار كثير من الأبنية السكنية فوق رؤوس الأهالي بفعل العوامل الجوية أو الكوارث البيئة، بسبب استخدام كافة أنواع الأسلحة والذخائر والبراميل المتفجرة.
وأشار “محمد الرجب” إلى إن “الفرق استجابت لعدد كبير من الحالات التي انهارت عليها الأسقف والجدران، خلال السنوات الماضية، مؤكداً أنه بسبب ظروف النزوح هناك إصرار من بعض الأهالي على البقاء في أبنية آيلة للسقوط، أو مخالفة لشروط البناء السليم، بسبب عدم قدرتهم على تأمين سكن بديل”.
وقال: إن “هناك منازل تتأثر بالعوامل الجوية كالسيول والرياح القوية والزلازل كما حدث مؤخراً، نتج عنها انهيار عدة أجزاء وجدران في مناطق ريف إدلب وحلب، أغلبها قد تعرضت للقصف في وقت سابق”.
وأضاف أن انهيار المباني السكنية يرجع إلى عدة أسباب إلا أن السبب الرئيسي هو قصف قوات النظام وروسيا للأحياء السكنية على مدار السنوات الماضية، ما خلف عشرات آلاف المباني المتضررة والتي تختلف درجة تأثرها، ومع موجات النزوح والتهجير اضطر عدد كبير من المدنيين للسكن في منازل آيلة للسقوط رغم الخطر الشديد الذي يهددهم لغياب المساكن البديلة.