تزامناً مع الذكرى الثالثة عشر للثورة، تُصِر نساء في مختلف مناطق الشمال السوري اليوم على الخروج في المظاهرات الشعبية وإيصال أصواتهن من داخل ساحات الحرية والتأكيد على أهمية دور المرأة في المشاركة الرجل جنباً إلى جنب في أدق تفاصيل الحراك الشعبي، والثبات على مبادئ الثورة وسط تلك الحشود.
حيث خرج آلاف السوريين/ات اليوم 18 آذار، للساحات العامة في مدنٍ عدة شمال سوريا لإحياء الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية، وتجمعوا في الساحات العامة وسط مراكز المدن، مؤكدين على استمرارهم في نهج الثورة، والحرية والكرامة، ومطالبين بإسقاط النظام، والأفراج عن المعتقلين/ات وسط حشد جماهيري عظيم.
حيث شهدت الساحات السورية خلال السنوات 13 الماضية حضوراً فعالاً لمشاركة المرأة في المظاهرات منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم، فقد كان للنساء دور كبير في الحراك السلمي والمجال الإنساني والإغاثي والإعلامي على مدار السنوات الماضية.
تقول المحامية والناشطة الإنسانية “حلا الإبراهيم” في حديث خاص لمراسلتنا: إنها “حريصة جداً على مشاركتها في المظاهرات في كل مناسبة، لأن وجود المرأة في الساحات ومشاركتها في الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات تربك الديكتاتوريات، وتظهر مدى الرفض الشعبي لهذا النظام وغيره من التنظيمات الأخرى، وتساهم في سقوط العديد من الأنظمة القمعية بسرعة”.
وأشارت إلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه المرأة في تحدي مقاومة التغيير، حيث يمكن القول بكل ثقة أن النساء والشباب هم من جلبوا الربيع العربي وأحدثوا تغيرات جسيمة في هيكلة الأنظمة الاستبدادية، وقدموا تضحيات عظيمة ودفعوا ثمناً باهظاً ومازالوا حتى اليوم في سبيل الوصول إلى مطالبهم المحقة.
تقول “الإبراهيم” إنها “وجميع النساء المشاركات اليوم في إحياء ذكرى الثورة السورية ما زلنّ طامعات بالحرية، حريصات على الانفكاك عن هذا النظام المجرم، مؤكدة
أن الثورة السورية لم تنته أو تتوقف عند هياكل المعارضة السياسية ومجموعة من الفصائل، بل إنها ثورة شعب له حقوق لن يتنازل عنها، وهي بناء دولة ديمقراطية تحفظ بها الحقوق وتصان فيها الكرامة” .
وهذا ما أكدته المعلمة والناشطة الإنسانية “وعد” 34 عاماً، مهجرة من ريف دمشق إلى الشمال السوري، في حديثها إلينا حيث قالت: إنها “تشارك في مظاهرة مدينة إدلب، وهناك حشد كبير من النساء المشاركات في جميع نقاط التظاهر”.
وكان لافتاً للانتباه وجود النساء في ساحات الحرية، ودورها في إحياء ذكرى الثورة حيث اجتمعت آلاف النساء من مختلف المحافظات السورية للتأكيد على صمودهن للوصول إلى الحرية التي خرجوا منذ 13 عام للمطالبة بها، كما طالبنّ بخروج المعتقلات والمعتقلين من كافة السجون.
إذ عاشت المرأة السورية خلال سنوات الحرب الماضية ظروفاً إنسانية قاسية منها التهجير والنزوح والفقر والعنف والحرمان من التعليم فضلاً عن معاناة خاصة تفردت بها النساء في الشمال السوري القاطنات في المخيمات ومراكز الإيواء، اللواتي وجدن أنفسهن المعيلات الوحيدات لأسرهن وأطفالهن وخضنّ حربا جديدة في التأقلم مع الظروف الراهن ومشقة العيش.