يعاني أهالي مدينة الحسكة شرق سوريا من صعوبة بالغة في تأمين تكاليف معاينات أطفالهم الطبية، مؤكدين أن أجور هذه المعاينات تفوق قدرتهم على الدفع.
وتختلف أجور المعاينات الطبية للأطفال في الحسكة حسب تخصص الطبيب ونوع العيادة، حيث تتراوح أجور المعاينات في العيادات الخاصة بين 50 و 60 ألف ليرة سورية، حسب تقديرات الأهالي.
وضرب عدد من السكان بعض الأمثلة عن التكاليف التي يدفعونها عند أطباء الأطفال، مشيرين إلى أن معاينة أحد أطباء الأطفال لم تستمر سوى 5 دقائق طلب بعدها مبلغ 60 ألف ليرة سورية، وفق تعبيره.
ومن فصول المعاناة الأخرى هو الوصفة الدوائية التي يصفها طبيب الأطفال عقب المعاينة، والتي تصل إلى أربعة أضعاف المعاينة الطبية، إضافة إلى الشكوى من تعامل بعض الأطباء مع بعض المستشفيات الخاصة أو الصيدليات، بحسب كثيرين.
ويأتي كل ذلك بالتزامن مع معاناة أهالي الحسكة من الفقر والبطالة، مما يجعل تأمين تكاليف معاينات أطفالهم الطبية عبئاً ثقيلاً على كاهلهم، إذ تصل أجرة العامل اليومية إلى حدود 25 ألف ليرة سورية تقريبا، في حين أن الرواتب الشهرية لا تكفي مصاريف الحياة اليومية الأخرى.
وحاول البعض الآخر الدفاع عن بعض أطباء الأطفال بالإشارة إلى أن أجور المعاينات يعتبر أمرا عاديا في هذه الفترة، وذلك بسبب الفرق بسعر صرف الدولار بين الماضي والحاضر، حسب وجهة نظرهم.
في حين اعتبر رافضون لما يجري أن “من أهم سمات الطبيب هي الإنسانية، لكن للأسف لاحظنا ابتعاد بعض الأطباء عن هذا المسار، وأصبحت الماديات من أهم سماتهم، مما أدى إلى ابتعادهم عن الجانب الإنساني”، حسب كلامهم.
ورد آخرون من عمال اليومية بالقول “نعمل 12 ساعة متواصلة ونرضى باليسير من أجل أن ندفع معاينة طفل لا تستغرق أكثر من دقيقة، بينما يأخذ الطبيب 60 ألف ليرة سورية. أين العدل؟ أين الضمير؟”.
الجدير ذكره، أنه بين فترة وأخرى يعلن بعض الأطباء عن مبادرات للتخفيف عن كاهل المرضى، من خلال إجراء المعاينات بشكل مجاني، الأمر الذي يلقى ترحيبا واسعا من الأهالي.
وبشكل عام، يعاني سكان المنطقة الشرقية عموماً من أوضاع معيشية صعبة في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وانعدام فرص العمل الحقيقية لهم، بالتزامن مع ارتفاع واضح في أسعار جميع السلع التجارية والغذائية.