تحول الأفكار إلى أفعال هذا جميل في صحراء لا يستطيع أن يعيش بها الحجر، فكيف لبشر عاشوا بها، وحولوها إلى مدينة قائمة بحد ذاتها، حيث أصبحت ثالث مدينة في الأردن وثاني أكبر مخيم بعد مخيم “داداب” بـ “كينيا”، هو مخيم “الزعتري” شمال الأردن، والذي يحوي على 80 ألف لاجئ سوري فروا من ويلات الحرب التي يقودها “بشار الأسد” ضد شعبه.
وحول ذلك قال “صفوان حرب” أحد مبتكري المشاريع الريادية في مخيم الزعتري، “أنا حالياً أقوم بالعمل كمتطوع مع منظمة اليونيسيف في المخيم، وتحديداً في (مختبرات الابتكار الاجتماعي)، حيث نقوم بإجراء دورات تدريبية للأطفال من العمر 12 عام وحتى سن 18 عام، ويتخلل موضوع التدريبات خلال الدورة أغلبها حل المشكلات ومهارات الحياة، وكيفية التعامل مع الآخرين والبحث عن حلول للمشاكل وتحليل المشكلات”.
وتابع، “في نهاية الدورة المقامة يطلب من الأطفال إيجاد مشكلة داخل المخيم، يعاني منها الناس والخروج بابتكار يساعد في حل هذه المشكلة، وحتى أننا في الدورة نعطي جلسات موسيقى وكمبيوتر وألعاب تعليمية وعرض أفلام، بالإضافة إلى أننا نقوم بعد ذلك بالخروج مع الأطفال إلى المدارس والتجمعات لكي نطلعهم على مشاريعنا الريادية للاستفادة منها وتطبيقها في منازلهم”.
وأضاف “صفوان” والذي يعد من ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيم الزعتري، “سأنفذ مشروع الكرسي الذكي، وهو تطوير وتعديل على كرسي لذوي الاحتياجات الخاصة، لكي يتمكن الشخص من الحركة دون مساعدة أشخاص آخرين، وحتى لو كان لدية إعاقة بإحدى يديه ممكن أن يتحرك عن طريق قبضة واحدة يمين ويسار وإلى الأمام بالإضافة إلى البريك، كل ذلك بيد واحدة وبكل أريحية، وفي حال كان الشخص لدية إعاقة بيديه الاثنتين نحول القبضة للرجل ويستخدم الكرسي بقدميه”.
وتابع أنهم “بصدد ابتكار جهاز مقياس الكتروني يبين نسبة المياه في الخزان عن طريق مجموعة من اللمبات ( إشارات)، وبحسب الضوء المنبعث من الجهاز يوضح كمية المياه بداخل الخزان المنزلي دون الصعود للخزان وحصول حوادث في المخيم”.
وأردف أنه “سيتم عرض هذه المشاريع التي تم إنتاجها من قبل الطلاب ضمن مسابقة يتم من خلالها اختيار 6 مشاريع من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة التطبيق ونشر المنتج للمجتمع المحلي”.
ولفت إلى أن “جميع هذه الابتكارات تعتمد على إعادة التدوير دون أي تكلفة مادية أو تكون هنالك تكلفة زهيدة جداً”.
وسبق أن أقيم في مخيم “الزعتري” العديد من الفعاليات والنشاطات الريادية الابتكارية للأطفال والشباب، حيث كان الهدف منها التخفيف عن اللاجئين وحل مشاكلهم.