ارتفاع نسبة الحرائق في مناطق الشمال السوري بشكل ملحوظ يزيد من معاناة المدنيين لا سيما في المخيمات، ويشكل خطراً على حياتهم إضافة إلى تعرضهم لخطر الأمراض والأوبئة وكوارث الفيضانات والسيول والعواصف المطرية، كل ذلك وسط استمرار قصف قوات النظام وروسيا والقوات الحليفة له للمدنيين في المنطقة.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل أكد اندلاع حريق في محطة تكرير وقود بدائية في شرقي حلب اليوم الأربعاء 27 آذار، بسبب انبعاثات المحطة شديدة الحرارة وطبيعة عملها الخطرة، أسفرت عن إصابة عامل بحروق من الدرجة الثالثة تم إسعافه إلى المشفى من قبل فرق الإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني السوري التي استجابت للحادث وبردت المكان.
وفي ذات السياق تكرر الحادث في محطة تكرير بقرية “تل شعير” بريف جرابلس شرقي حلب، منتصف ليلة أمس الثلاثاء 26 آذار، جراء ثقب في الحرّاقة داخل المحطة، أكد المتطوع في الدفاع المدني السوري لمنصة SY24 “عبد الحليم الشهاب” أن الفرق أخمدت الحريق وبرّدت المكان وتأكدت من عدم وقوع إصابات.
وأضاف أنه رغم قرب انقضاء فصل الشتاء إلا أن حوادث الحريق لم تنته، حيث أصيب قبل يومين رجل بحروق خفيفة إثر حريق اندلع في خيمة بمخيم الوسيطة للمهجرين عند محيط مدينة سرمدا شمالي إدلب، واستجابت فرق الدفاع للحادث وبرّدت الحريق وتأكدت من عدم وجود مصابين آخرين في المكان، كذلك أخمدت الفرق 4 حرائق اندلعت في منازل للمدنيين في كل من عفرين وسرمدا وإدلب، أحدها في مستودع للتبن ضمن أحد المنازل بمدينة جرابلس شرقي حلب اقتصرت الأضرار على الماديات فقط.
وأشار إلى أن الواقع الصعب الذي يعيشه المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا وسنوات حرب النظام وروسيا الطويلة، فرضت عليهم اللجوء إلى طرق تدفئة أقل تكلفة بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ما زاد من نسب حوادث الحرائق بسبب طبيعة المواد المستخدمة في التدفئة وخطرها على المدنيين كالوقود المعالج بدائياً والمواد البلاستيكية والفحم وغيرها من المواد غير الآمنة.
وقدم الشهاب من خلال منصة SY24 عدة نصائح للمدنيين لتجنب الحرائق أهمها إبعاد مصادر النيران والوقود عن الأطفال في المنازل والمخيمات، والالتزام بإجراءات الأمن والسلامة من الحرائق، وفصل ألواح الطاقة الشمسية عن البطاريات في وقت العواصف، والتأكد من التوصيلات الكهربائية وتفقدها بشكل دائم، وخاصة توصيلات المدافئ الكهربائية، وتهوية الغرف بشكل دائم في حال استخدام مدافئ الغاز، وعدم إشعال النيران بالقرب من الخيام، وإبلاغ فرق الدفاع المدني السوري فور حصول حريق ولو كان صغيراً.
يذكر أن مخاطر الح رائق والسيول والأمراض تهدد حياة المدنيين، في ظل تراجع كبير في الاستجابة الإنسانية، وفقدان سبل العيش بعد أكثر من 13 عاماً على حرب النظام وروسيا والتهجير، وانعدام الآمال بحلول تضمن حماية المدنيين وعودة المهجرين.