تشهد مدينة البوكمال شرقي دير الزور ومنذ عدة أيام، تشديدًا أمنيًا غير مسبوق من قبل قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها، وذلك بعد الغارات الأخيرة التي استهدفت مواقع تلك القوات في المدينة ومناطق متفرقة أخرى في المحافظة.
وحسب الأنباء الواردة من البوكمال، فقد شدد حاجز الأمن العسكري التابع للنظام من قبضته الأمنية والتضييق على المدنيين.
وشمل التضييق زيادة عمليات تفتيش السيارات التي تدخل وتخرج إلى المدينة، إضافة إلى استغلال الظروف الأمنية الحاصلة وزيادة “الإتاوات” المفروضة على الشاحنات التجارية والحافلات والآليات الثقيلة القادمة والمغادرة من وإلى المدينة.
وأعرب سكان المنطقة عن سخطهم الشديد من هذه الإجراءات الأمنية التي بدأت تتسبب في إعاقة حركة التنقل داخل وخارج المدينة، إضافة إلى التسبب في زيادة الأعباء المالية على السكان المحليين، كما أنها باتت تخلق حالة من التوتر والقلق بين السكان.
واعتبر البعض الآخر من الأهالي أن هذا التشديد الأمني يأتي في سياق محاولة النظام وميليشياته تأمين المدينة من أي هجمات محتملة، خاصة بعد الغارات الأخيرة التي استهدفتها، كما تهدف هذه الإجراءات إلى زيادة الضغط على السكان المحليين وجمع المزيد من الأموال، وفق رأيهم.
وقبل أيام، استهدفت غارات جوية (يُعتقد أنها من طيران التحالف الدولي) اجتماعا أمنيا للميليشيات الإيرانية في البوكمال، ما أسفر عن مقتل قياديين بارزين في ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
ولم تقتصر الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات على تشديد قبضتها الأمنية في البوكمال، بل وصل الأمر بها إلى منع الأهالي من النزوح من المناطق التي تتمركز بقربها مقرات تلك الميليشيات.
كما هددت الميليشيات الأهالي بمصادرة منازلهم وأملاكهم في حال نزحوا وغادروا المنطقة، الأمر الذي أثار حالة من القلق والمخاوف بين السكان.
وقبل أيام، حذّرت الميليشيات الإيرانية عناصرها من التجوال بالزي العسكري والأسلحة داخل شوارع المدينة.
وأفاد أبو عبد الله الحسكاوي أحد أبناء المنطقة الشرقية لمنصة SY24، أن الميليشيات منعت عناصرها من تسيير دوريات داخل المدينة حتى إشعار آخر.
وتعاني مدينة البوكمال من انتشار الميليشيات التي تشن بين الفترة والأخرى إما حملة دهم واعتقالات، أو تشن حملة تفتيش تستهدف الشباب في شوارع المدينة بحجة ضبط الأمن في المدينة.
يشار إلى أن البوكمال تشهد وبشكل مستمر اندلاع مواجهات بين الميليشيات الإيرانية والميليشيات التابعة للنظام بسبب الخلاف على تقاسم السرقات أو المخدرات أو حتى “الإتاوات”.